في وقت سابق من هذا الأسبوع، ألقى رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان خطابا سنويا لهنجاريين في مخيم صيفي برومانيا، وردد التصريحات التي أدلى بها العام الماضي، عندما استاء من الليبرالية الأوروبية ودافع عن هوية القارة، ولكن ما بدا أنه أصبح يمتلك الآن قوة أكبر. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها: إن القائد الهنجاري رسم بشكل قاطع خطوط المعركة، وقال: «دعونا نعلن بثقة أن الديموقراطية المسيحية ليست ليبرالية، الديموقراطية الليبرالية هي ليبرالية»، في حين أن الديموقراطية المسيحية ليست ليبرالية بحكم تعريفها. وبتفويض بعد فوزه الواسع في ولايته الانتخابية الجديدة، فإن اوربان لديه مهمة أوسع نطاقا، فقد حث رفاقه اليمينيين في كل أنحاء أوروبا على تركيز كل قوتهم على انتخابات 2019 المهمة والحاسمة للبرلمان الأوروبي. وصاغ أوربان التحدي بمصطلحات تاريخية كبرى، واستدعى حلفاءه لإخراج مَنْ لا يزالون في السلطة الآن مدفوعين بقيم 1968، التي تختزل القارة في السياسات الليبرالية القائمة على حقوق الإنسان، وحكم القانون والمجتمعات المفتوحة. وقال أوربان: في مايو المقبل يمكننا أن نقول: وداعا ليس فقط للديموقراطية الليبرالية، لكن أيضا لنخبة 68 بكاملها. وفي هذه الأهداف انضم مستشار الرئيس الأمريكي السابق ستيف بانون، الذي أطلق مؤخرا مبادرة مقرها بروكسل لتعزيز دور القوميين عبر القارة داخل البرلمان والاتحاد الأوروبي. وأشاد بانون برئيس الوزراء المجري أوربان، في الماضي كنظير أوروبي للرئيس الأمريكي، فقد رأى أن سياسة الزعيم الهنجاري الصارمة تشابه دونالد ترامب. وشغل أوربان أيضا منصب رئيس الحكومة بين عامي 1998 و2002 فى مظهره السابق كرجل ليبرالي. وبعد إعادة انتخابه في أبريل الماضي دفعت حكومته بقانون يجرم أي فرد أو منظمة ساعدت المهاجرين غير الشرعيين، ومن السخرية القاسية أن هذا القانون أجيز في يوم اللاجئ العالمي. وهناك أسئلة متنامية حول استقلالية القضاء المجري، في حين أن الإعلام في البلاد غير متناسب مع معسكر أوربان. وبخلاف الشعبويين في غرب أوروبا، فإن أوربان لا يسعى لحل الاتحاد الأوروبي، ففي الواقع نما الاقتصاد المجري بفضل الأموال والمساعدات التي تلقاها من بروكسل، لكنه يتخيل استمالة الكتلة الأوروبية وتحريكها على نحو أقرب تماشيا مع قومية ترامب اليمينية.