يعمل ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنشاء مؤسسة لتعزيز انتشار المجموعات السياسية اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا. ويأمل الخبير الإستراتيجي بانون أن تنافس المنظمة -التي يعمل على إنشائها تحت اسم «الحركة»- مؤسسة المجتمع الليبرالي المفتوح التي أنشأها الملياردير جورج سوروس عام 1984. ونقلت صحيفة «الاندبندنت» قول بانون لموقع صحيفة «ديلي بيست»: «سوروس ذكي، إنه شرير لكنه بارع». ومنذ مغادرته للبيت الأبيض في أغسطس من العام الماضي، التقى بانون -الذي عمل محررا للأخبار بشبكة بريتابارت سابقا «وهي وكالة إخبارية يمينية متطرفة»- بالعديد من قادة اليمين المتطرف في أوروبا، منهم ماري لوبن زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، وأليس وايدل من حزب البديل في المانيا، بالإضافة لفيكتور اوربان رئيس وزراء المجر، ونايجل فاراج في انجلترا. في مارس الماضي دعا بانون مؤتمر الجبهة الوطنية في فرنسا لعدم الاكتراث بما يتردد عنهم، وقال: «دعوهم يقولون عليكم عنصريون، حافظوا على توجهكم هذا فهو شرف لكم»، كما زعم أن التاريخ كان يقف إلى جانب اليمين المتطرف. وخلال زيارته إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، وصف بانون مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية تومي روبنسون بأنه العمود الفقري لبريطانيا، وذلك في التعليقات التي نشرها عقب ظهوره على الهواء في برنامج إذاعي بإذاعة تابعة لنايجل فاراج. وكشف بانون أن مؤسسته الجديدة ستوفر استطلاعات الرأي والدراسات والأبحاث، وتقديم المشورة بشأن الرسائل واستهداف البيانات للجماعات اليمينية، التي تنامى الدعم لها في السنوات الأخيرة. وبالإضافة لكل ذلك، يعتزم ستيف بانون التواصل مع أغلبية الأعضاء في البرلمان الأوروبي عبر إنشاء مجموعة عملاقة للتواصل، وجذب الأعضاء بعد الانتخابات، التي من المقرر أن تجرى في مايو المقبل. وصرح بانون في إشارة إلى الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد في مايو من كل عام، والمعروف بمنتدى دافوس، أن مايو المقبل مهم للغاية، هذه هي المواجهة الحقيقية الأولى على مستوى القارة بين الشعبوية وحزب دافوس، إنها لحظة مهمة للغاية لأوروبا. ومن المتوقع أن تنشئ الحركة مقرا لها في العاصمة البلجيكية بروكسل قبل انتخابات 2019، ومع ذلك لم يوضح بانون كيف سيتم تمويل هذا المشروع. ويعتقد بانون أن القومية اليمينية الشعبوية هي مستقبل أوروبا بعد عقود من انتهاج سياسة الاندماج. وتبع فوز أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء، الذي أجري عام 2016 فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ثم صعود اليميني ماتيو سالفيني ليصبح نائبا لرئيس الوزراء في إيطاليا. وسرعان ما أغلق سالفيني موانئ إيطاليا أمام المهاجرين وحتى أمام السفن التي تقوم بإنقاذ الحالات الإنسانية، التي تتعرض للمخاطر في طريقها من السواحل الليبية عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا. ووصف بانون إيطاليا بأنها القلب النابض للسياسة الحديثة، إذا كان هذا القلب يعمل هناك، فيمكنه العمل في كل مكان. وفي سياق حديثها عن الموضوع، قالت الاندبندنت: إن كبير الإستراتيجيين السابق لدى إدارة ترامب يريد أن يشعل شرارة ثورة اليمين المتطرف في أوروبا.