أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، انسحاب الميليشيات الإيرانية لمسافة 85 كيلو مترًا من مواقعها في الجنوب السوري قرب الحدود مع فلسطينالمحتلة. وصرح المسؤول الروسي عقب اختتام مفاوضات سوتشي بشأن سوريا، بأنه تم سحب القوات الإيرانية من هذه المنطقة «لتجنب إزعاج القيادة الإسرائيلية»، التي بدأت اللجوء إلى القوة بصورة متزايدة عبر شن ضربات على مواقع إيرانية قرب الحدود. وأوضح لافرينتييف أنه من المتوقع أن يجرى بعد ذلك في المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل، إطلاق العمل الشامل لقوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك. ولفت إلى أن الجانب الروسي نسّق هذه الخطة مع الطرف الإسرائيلي. وتأتي هذه الخطوة استجابة جزئية لطلب إسرائيل منذ فترة طويلة، بضرورة أن تعمل الحكومة الروسية على ضمان انسحاب إيران بشكل كامل من سوريا. والثلاثاء، قال سفير روسيا في تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، إن موسكو لا تستطيع إرغام القوات الإيرانية على مغادرة سوريا، لكنها لا تستطيع أيضًا أن تمنع إسرائيل من توجيه ضربات جوية للقوات الإيرانية في سوريا. وتُعدّ القوات الإيرانية، التي تشترك مع روسيا وميليشيات أخرى مدعومة من نظام طهران، داعمًا إستراتيجيًا لنظام بشار الأسد في حربه الضارية المشتعلة منذ سنوات. وتسيطر قوات النظام بشكل شبه كامل على جنوب غربي سوريا، المجاور للقطاع الذي تحتله إسرائيل في مرتفعات الجولان، لكنها تتعاون مع قوات إيرانية قريبة تثير غضب إسرائيل. وتشكل خط عسكري ساخن بين إسرائيل وروسيا عام 2015، ساعد في تفادي حدوث اشتباكات غير مقصودة بين الطرفين في سوريا. من جانب آخر، اصطدمت خطة نظام الأسد التصعيدية في انتزاع إدلب بالقوة، بتصريحات روسية عشية انتهاء اجتماع سوتشي خففت من وطأة حماس تحركات النظام في شمال البلاد، حيث صرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا بأنه لا عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب التي تتجه الأنظار إليها بعد أيام من توقعات بإقدام النظام على حملة عسكرية لاستعادة المدينة. كما نص البيان الختامي للقاء في سوتشي على اتفاق الأطراف المجتمعة لعقد اجتماع في نوفمبر دون تحديد المكان. من ناحيته، كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن تنظيم اجتماع في جنيف سبتمبر المقبل بشأن اللجنة الدستورية، وكذلك قمة مرتقبة في سبتمبر لمناقشة عودة اللاجئين السوريين. وحول موضوع إعادة صياغة الدستور، قال لافرنتييف: إن الأحداث في سوريا لا يجب أن تؤثر على عمل اللجنة الدستورية عند تشكيلها. ويجري الحديث عن تفاهم بين موسكو وتركيا ببقاء إدلب تحت سيطرة قوات موالية لتركيا التي تحدثت مصادر عن سعيها إلى تشكيل جيش يضم فصائل موالية لأنقرة إلى أن يتم الانتقال السياسي وتدمج لاحقًا تحت غطاء نظام الأسد. إلى ذلك قالت نائبة المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة إري كانكو: إن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخل سوريا خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري.وأضافت كانكو في مؤتمر صحفي بنيويورك: إن «الأممالمتحدة ما زالت تشعر بقلق عميق حيال التهجير المستمر على نطاق واسع في أجزاء من سوريا، وأثره على السكان المدنيين». وأكدت أنه «في النصف الأول من عام 2018، ورد أن ما يقرب من 1.2 مليون شخص نزحوا داخليًا، أي ما يزيد على 6500 شخص يوميًا أو ما يقرب من 200 ألف شخص شهريًا». وأشارت كانكو إلى أن «أكبر عملية نزوح داخلي كانت في إدلب في الربع الأول 2018، إذ أسفرت العملية العسكرية للنظام السوري لنزوح نحو 400 ألف شخص، ومؤخرًا في درعا تمّ تشريد أكثر من 300 ألف آخرين». وحذرت من أن «حجم النزوح المستمر يضع عبئًا كبيرًا على المجتمعات المضيفة في الوقت الذي تواصل الأممالمتحدة تقديم استجابتها للمحتاجين، خاصة النازحين داخليًا». ونوّهت إلى أن الأممالمتحدة قدمت في يونيو الماضي، مساعدات غذائية لأكثر من 400 ألف شخص في شمال غربي سوريا، العديد منهم من النازحين، وإلى ما يقرب من 100 ألف شخص جنوبي البلاد.