شهدت سماء المملكة مساء أمس ظاهرة خسوف كلي للقمر استمر مدة 235 دقيقة. ونظم مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية «سايتك» بالخبر أمس الجمعة مشاهدات فلكية لظاهرة الخسوف. وصاحب البرنامج محاضرة ألقاها أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقا والمشرف على المرصد الفلكي في سايتك د. علي شكري، موضحا أن خسوف القمر يحدث في منتصف الشهر الهجري ما بين ال13-14-15، ولا يمكن أن يحدث في غيرها ويحصل على الأقل سنويا خسوفان أو كسوفان وكحد أقصى 7 في العام الواحد، مؤكدا أن الخسوف لا يؤثر سلبا على كوكب الأرض فهو مجرد دخول القمر في الظل، موصيا بصلاة الكسوف والخسوف لكونها سنة مؤكدة. وفي حديث خاص ل«اليوم» أوضح د. شكري أن مشاهدة ظاهرة الخسوف ممكنة من أي منظار فلكي دون الحاجة للمناظير الكبيرة، ومن الممكن رؤيتها بالعين المجردة حيث ستكون أكثر إمتاعا رؤية دخول القمر بظل الأرض رويدا رويدا وتغير لونه للأحمر. وعن آراء الحضور الذين تابعوا الخسوف بمقر المركز، قال عبدالعزيز إبراهيم ان المحاضرة التي سبقت مشاهدة الظاهرة كانت فرصة جيدة لتصحيح بعض المعلومات الخاطئة والقديمة حول الخسوف. وعبرت هاجر عبدالعزيز عن سعادتها لرؤية الخسوف والقمر لأول مرة عبر التلسكوب بعد أن اقتصرت مشاهدتها له عبر الانترنت. وأشارت مشاعل حسين إلى أنها المرة الثانية التي تشاهد بها القمر في المنظار الفلكي مؤكدة بأنها فرصة رائعة، ومن ناحية أخرى أشادت بالخدمات المتوفرة للحضور في الخارج من مراوح وبرادات للمياه. وأكد ل «اليوم» أستاذ علم الفلك والكون المشارك رئيس وحدة الفلك بجامعة الملك سعود الدكتور أيمن كردي أن ظاهرة الخسوف تظهر في السنة مرة أو مرتين، ولكن هذه الظاهرة ما يميزها هو مدتها الطويلة. وأشار إلى أن هذا الخسوف هو أفضل خسوف كلي، فالخسوف يحدث عند وقوع القمر في ظل الأرض الذي يمتد في الفضاء إلى مسافة تفوق أضعاف بعد الأرض عن القمر، وبالتالي فإنه من غير المحتمل أبدا أن يدخل القمر في امتداد ظل الأرض. ولفت في ذات السياق إلى أن موقع ناسا وهو الموقع المعتمد لضبط مواعيد الخسوف، وعادة ما يكون هناك ضبط للوقت ديناميكيا مما يساعد في ضبط أكثر للأقمار الاصطناعية، والطيران، والاتصالات.