قم بالإدارة عن طريق منح المسؤوليات، فهذه طريقة فعّالة لتنمية الموظفين، وقضية التمكين بحق معناها إعادة هيكلة مراكز القوى، وإعادة توزيع للسلطة وحقوق التصرف واتخاذ القرار، وهنا تصبح العملية صعبة ومعقدة أحيانًا، وتحتاج إلى تفكير وإعادة نظر، فتطبيق مفهوم التمكين في المنظمة يحتاج إلى تغييرات وتعديلات متعددة، منها سلوكية ونفسية وإدارية وسياسية، ولتبسيط هذه العملية نقترح الخطوات التالية: 1- تحديد أسباب الحاجة للتغيير، هل السبب تحسين خدمة العملاء، رفع مستوى الجودة، زيادة الإنتاجية، تنمية قدرات ومهارات المرؤوسين، تخفيف عبء العمل عن المدير..؟ وأيًّا كانت الأسباب فإن شرح وتوضيح ذلك للمرؤوسين يساعد في الحد من درجة الغموض وعدم التأكد. 2- التغيير في سلوك المديرين أحد التحديات الهائلة التي يجب أن يتغلب عليها المديرون لإيجاد بيئة عمل ممكنة تتصل بتعلم كيفية التخلي عن السلطة، وقبل المضي قدمًا بشكل جدي في تنفيذ برنامج للتمكين؛ لأن هناك حاجة ماسة للحصول على التزام ودعم المديرين، فالعديد من المديرين قد أمضى العديد من السنوات للحصول على القوة والسلطة، وفى الغالب يكون غير راغب في التخلي أو التنازل عنها، وبالتالي يشكل تغيير سلوكيات المديرين للتخلي عن بعض السلطات للمرؤوسين خطوة جوهرية نحو تنفيذ التمكين. كما تؤخذ بعين الاعتبار كمية الاستقلالية المسؤول عنها الموظف، أو مجموعة الموظفين للقيام بمهام عملهم، إلى أي مدى يتم توجيههم، أو يحتاجون للحصول على إذن لإنجاز المهام التي يقومون بها، إلى أي درجة توضح سياسات إجراءات المنظمة ما يجب القيام به، والأهداف المرسومة من قِبل المديرين لتحقيق الأداء الفعّال؟ ويجب أن نتنبه إلى أن التركيز على التمكين الفردي قد يؤدي إلى تجاهل عمل الفريق، مع أهمية كبرى لتمكين المجموعة أو الفريق، لما للعمل الجماعي من فوائد تتجاوز العمل الفردي، وقد بدأت فكرة التمكين الجماعي مع مبادرات دوائر الجودة، والتمكين على هذا الأساس يقوم على بناء القوة وتطويرها وزيادتها من خلال التعاون الجماعي والشراكة والعمل معًا. فلابد من أن تقوم عملية التمكين على جوانب وأسس متعددة، وهذه الأسس هي: التعليم، والقيادة الناجحة، والمراقبة الفاعلة، والدعم والتشجيع المستمر، والهيكلة المناسبة، والتفاعل بين هذه جميعًا. إضافة إلى ملاءمة العلاقات بين المديرين والمرؤوسين، على أسس من الثقة والدعم والتواصل، وتزويد الآخرين بالمعلومات الضرورية وغير الضرورية؛ لكي يشعر الفرد والفريق بشيء من المسؤولية تجاه نتائج الأداء المرغوبة، فعوامل الثقة والمعرفة والمهارة والدعم والحوافز والقوة، من الأسس الهامة في تكوين فريق وفرد متمكنين من زمام الأمور في العموم.