استضافت اللجنة الموسيقية في جمعية الثقافة والفنون والهيئة العامة للثقافة أمسية حوارية بعنوان «صناعة الأغنية بين الإبداع والاحترافية»، شارك فيها الملحن الفنان خالد الخميس والملحن عبدالرحمن الشومر والشاعر خالد العوض، وأدار الجلسة فهد محفوظ، وذلك مساء أمس الأول، في قاعة عبدالله الشيخ في ثقافة الدمام. ابتدأت الأمسية بالاستماع إلى تسجيل للفنان الملحن جميل محمود، قال فيه: «عندما نتحدث عن الاغنية نتحدث عن الزجل، وأن الأغاني سادها على مر الزمن هموم ومباهج الحياة العاطفية، ولا نزال نسمع الأغاني عن الحب ولكن الحالة تختلف اليوم عن الماضي إذ تختلف الرؤية من شاعر لشاعر»، وأضاف: كملحن أقرا النص عشرات المرات ولا أستطيع أن الحنه فوراً بل أبدأ التلحين وأسجل بعض الجمل مع اللحن حتى لا يضيع إلى أن يكتمل اللحن واستمع إليه وأزيل ما لا ينسجم مع روح النص وأقوم بالتغيير وقد ألغي اللحن بالكامل. وقال: هناك تلحين الكلمة وتلحين الإيقاع والأخير سهل ولكن يجب أن يناسب الكلمات، ثم تحدث عن الاحترافية في التلحين وقال إنها ليست بنفس جودة وعناية التلحين الابداعي، وأكد أن التلحين الصحيح يجب أن يأخذ وقته، ويجب أن يجري حوار بين اطراف انتاج الاغنية الملحن والشاعر والموزع والمنتج، وأغنية مدتها خمس دقائق قد يأخذ إخراجها للجمهور عدة أشهر. ثم قدم فهد محفوظ سيرا مختصرة للمشاركين، وسأل المشاركين عن الفرق بين الإبداع والاحترافية في انتاج الأغنية وإذا كانت هناك صناعة للأغنية السعودية. وذكر الفنان خالد الخميس تاريخا مختصرا لإنتاج الأغاني في السعودية حيث لم يكن هناك استوديوهات لإنتاج الأغنية حتى الثمانينيات بل كانت هناك تجمعات لبعض الشباب الذين اشتغلوا بصناعة الأغنية، بعد ذلك نشأت صناعة الأغنية في جدة، واليوم يمكن من خلال التقنية لأي كان انتاج أغنية في بيته، وأشار إلى أن الأغنية لها مقومات ولها رسالة وصناعتها ليست سهلة خصوصاً من ناحية الانتشار، وحالياً هناك ضغوطات كثيرة فالملحن هو الذي يوجه الأغنية، وأحياناً تكون الكلمات ممتازة ولكن يسقطها اللحن. وعما إذا كان هناك ورش عمل للأغنية قال الملحن عبدالرحمن الشومر ان دور المنتج مهم جداً فهو يأخذ نصوصاً من عدة شعراء، وسابقاً كان الألبوم فيه أربع أو خمس أغنيات، اليوم قد يحتوي الألبوم الواحد على 20 أغنية. وأوضح الشاعر خالد العوض أنه يمكن تعديل كلمات الأغنية إذا كان ذلك يفيد في نجاحها، حيث تبدأ صناعة الأغنية من شركة الانتاج بالإضافة للملحن والمغني، لافتاً إلى أن انتاج الأغنية اليوم تغير وأصبح الشاعر اساسيا في أي عمل، مطالباً بتثقيف الجمهور وتطوير الفولكلور، وأكد على أهمية التوزيع الموسيقي وقال: عند بث الأغاني لا أحد يذكر الشاعر ولا الملحن وتبقى الأغنية باسم المغني، مشيراً إلى أن المقاييس تغيرت إذ ممكن للملحن أن يصنع اللحن ويختار المقام المناسب، وإنه كتب نصوصاً إبداعية وأخرى احترافية بناء على طلب ما. واضاف: طبعا الاحترافية ليست بجودة النص الابداعي، وأن هناك صناعا للأغنية لهم بصمة كمحمد عبده وطلال المداح وعبادي الجوهر. ثم القى العوض عدة قصائد له غناها مطربون معروفون. وفي الختام فتح الفنان سلمان الجهام رئيس لجنة الموسيقى باب الحوار للحضور.