سنوات تمر عاما بعد عام، ومعاناة أبناء الخفجي من خريجي الثانوية العامة تتواصل للبحث عن قبول في إحدى الجامعات خارج المحافظة، لتكملة مسيرتهم التعليمية متحملين مشاق السفر ومعاناة الغربة في ظل عدم وجود جامعة في محافظة الخفجي او كلية للبنين، حيث يتخرج من مدارس المحافظة سنوياً مئات الطلاب من المرحلة الثانوية، وتقع أقرب جامعة ممكن أن ينتظم فيها الطلاب على بعد 300 كم في الدمام أو حفر الباطن. «اليوم» التقت بعدد من الطلاب الخريجين والجامعيين الذين التحقوا بجامعات المملكة في مختلف المحافظات، ونقلت معاناتهم ووضعهتا على طاولة المسئول علها تحرك شيئاً ساكناً وتساعد في إيجاد حلول جذرية لهذه المعاناة. مشاق الغربة البداية مع الطالب عبدالواحد الشمري الذي قال بأنه أتم دراسته الثانوية هذا العام بتقدير ممتاز ولكن فرحتي بالثانوية العامة لم تدم طويلاً في ظل تفكيري الدائم في تكملة دراستي ومعرفتي مستقبلاً بأن عليّ تحمل مشاق الغربة عن الأهل والأصدقاء لأن محافظتي الخفجي لا يوجد فيها جامعة. ويقول: قد أكون أفضل حالاً من بعض زملائي الخريجين، حيث سأبحث في جامعات الرياض، حيث يمكنني مواصلة الدراسة لدى أعمامي مما يخفف عليّ معاناة الغربة وتكاليف الدراسة والسكن. مسيرة التعليم من جهته، قال يوسف العنزي طالب جامعي: إنني اضطررت للتوجه للأحساء للتقديم الجامعي في ظل عدم وجود جامعة بالخفجي، حيث التحقت بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميه لمواصلة تعليمي، مشيراً لبعض ما يعانيه وزملاءه الطلاب الجامعيين القادمين من خارج الأحساء أولها مشاكل السكن والإيجارات الغالية، بالإضافة للمصاريف الشخصية والتي تثقل كاهل الطلاب وذويهم وبخاصة في بداية الدراسة. وأضاف: «كطلاب متخرجين من المرحلة الثانوية ومعتادين طوال سنوات الدراسة في مختلف المراحل بملازمة عائلاتنا، فإن البعد عن الأهل من الأمور المهمة والتى أثرت على مسيرة الكثير من الزملاء، ناهيك والكلام ليوسف، عن مشاق السفر والتنقل وما نواجه من أخطار الطرق والتي ذهب ضحيتها الكثير من الطلاب أثناء دراستهم في جامعات ومعاهد المملكة المختلفة، مطالباً بأن ينظر لحاله وحال الكثير من الخريجين بافتتاح جامعة بنينبالخفجي والتي ستخدم الكثير من المحافظات والمراكز القريبة منها. أعباء مادية وقال هليل العنزي، تربوي عاش معاناة تغرب ابنه للدراسة خارج المحافظة: يوجد أسباب كثيرة تجعل المطالبة بافتتاح جامعة بالخفجي أمراً ملحاً، وذلك في ظل الأعداد المتزايدة من خريجي المرحلة الثانوية حيث يتسبب بعدهم عن أسرهم في أعباء مادية ونفسية وخدمية. وتابع: «تتحمل الأسر الكثير من الأعباء المادية والتي قد تكون حائلاً دون إكمال الدراسة لبعض الطلاب بالإضافة لحالة القلق التي تنتاب الأسرة منذ ذهاب ابنهم للدراسة وحتى عودته خوفاً عليه من الحوادث ومخاطر الطرق، أضف إلى ذلك افتقاد الأسرة للعائل في حالة ارتباط الوالد بعمل أو سفر خارج المملكة». دافع للتفوق وقال فارس القحطاني: إن وجود جامعة بمحافظة الخفجي سيكون مساعداً ودافعاً ومشجعاً للطلاب على مواصلة دراستهم وبالتالي الارتقاء بأنفسهم ومساهمتهم في تطور ونهضة بلادهم. وأضاف: من حق أبنائنا أن يتم توفر جامعة لهم ولو كانت بأقسام محدودة لما سينعكس على المحافظة بشتى المجالات الحياتية التعليمية والثقافية والاجتماعية، ويكفي معاناة الطلاب السابقين وماعانوه من مشقة في تكملة دراستهم، خاتماً حديثه بأنه يعرف الكثير من الأهالي الذين كانوا يتمنون أن يكمل أبناؤهم دراستهم بالقرب منهم لظروفهم المعيشية وحاجتهم لأبنائهم.