في نهاية كل عام دراسي تزداد أعداد خريجي الطلاب من المدارس الثانوية بمحافظة النعيرية ومراكزها الإدارية، وتبدأ رحلة الطلاب بعد التخرج في المرحلة الثانوية بالبحث عن كليات في جامعات مختلفة خارج المحافظة، وذلك لمَنْ تتاح لهم ظروف استكمال دراساتهم الجامعية، في حين تكون الظروف مانعة للكثير من الطلاب عن السفر والإقامة بعيدا عن ذويهم، الأمر الذي يؤدي الى توقف مسيرتهم التعليمية بمجرد حصولهم على شهادة الثانوية العامة، بينما كان طموحهم مستمرا طيلة سنوات دراستهم الماضية، باستكمال دراساتهم والحصول على الشهادات الجامعية ودرجة الدراسات العليا، إلا أن افتقاد النعيرية لكلية بنين قد خيب الكثير من آمال الشباب، وأجبر البعض منهم للبقاء دونما دراسة جامعية أو عمل. وفي الوقت الذي تعمد فيه الكثير من وظائف الخدمة المدنية على المفاضلة، عند افتتاح تسجيلها لجميع المتقدمين من شتى محافظات ومناطق المملكة، حيث يحمل الكثير منهم شهادات جامعية، في حين يبقى الكثير من أبناء المحافظة على شهادة الثانوية العامة، وخسارتهم المنافسة على هذه الوظائف بسبب محدودية مؤهلاتهم العلمية. كليات المناطق ويجد في المقابل بعض من أبناء المحافظة الملتحقين بكليات المناطق الكثير من المعاناة والسفر وتكاليف الإقامة والتنقل، إلى جانب ما يواجهونه من مخاطر السفر نهاية الأسابيع الدراسية، وما يسببونه من توتر وقلق لأولياء أمورهم خوفا عليهم من الحوادث ومفاجآت الطرق. ومن هؤلاء الشباب مَنْ استمر في الدراسة في المناطق الأخرى خارج المحافظة لمدة سنة وسنتين ونحوها، ثم عاد إلى أهله وترك الدراسة بسبب الظروف التي منعته من استكمالها. ويؤكد كل من حمد الهاجري ومحمد الجعيدي أن وجود كلية للبنين سيمنح الأمل لطلاب كثيرين من خريجي الثانوية العامة في استكمال دراستهم الجامعية وهو الأمل الذي تلاشى عند كثيرين نتيجة عدم وجود الكلية، متطلعين أن يكون افتتاح كلية في النعيرية ضمن أهم ما ينظر إليه المسؤولون في وزارة التعليم، لما يحقق هذا الحلم ويكون واقعا مشاهدا على أرض المحافظة. خيار السفر ويضيف عبدالرحمن الحربي وبدر الودعاني إلى أن كثيرا من خريجي الثانوية، الذين قرروا استكمال دراستهم الجامعية لم يكن أمامهم خيار إلا السفر الى مناطق بعيدة والبعد عن أهلهم حتى يحققوا حلمهم في الدراسة الجامعية، وأشاروا الى أن الكثافة العالية لمحافظة النعيرية تتطلب وجود كلية للبنين أسوة بافتتاح كلية العلوم والآداب للبنات، التي أسهمت في استكمال طالبات المحافظة لتعليمهن وحصولهن على الشهادات الجامعية، بينما كن يعانين في السابق السفر والإقامة خارج المحافظة، منوهين إلى ما قد يتعرض له الكثير من الطلاب من مخاطر الطرق التي يطرقونها ذهابا وإيابا نهاية كل أسبوع في سبيل تحصيلهم العلمي، واستكمال دراستهم الجامعية في المناطق الأخرى. وقال عوض المنهالي ووليد الجعيدي: إن حاجة محافظة النعيرية إلى كلية بنين لا تخفى على أحد، مشيرين إلى أن مطالباتهم والكثير من شباب النعيرية وأولياء الأمور لا تزال مستمرة منذ عدة سنوات، حيث بات من غير المعقول أن يستمر انقطاع طلاب المحافظة عن الدراسة، أو أن يجدوا أنفسهم ملزمين بالسفر إلى المناطق الأخرى للدراسة هناك، بالرغم مما تشهده محافظة النعيرية من توسع جغرافي وتنامٍ لأعداد السكان، التي سيكون لافتتاح الكلية بها ما يخدم أبناء المحافظة وما جاورها من المحافظات الأخرى والمراكز والهجر. تزايد أعداد الطلاب خريجي المدارس الثانوية بالنعيرية استكمال الدراسة وأكد عدد من الطلاب أن حرمانهم من أي كلية في المحافظة يضطر الكثير منهم للسفر إلى الدمام أو الأحساء أو غيرهما لاستكمال دراسته. لافتين إلى أن الإقامة بعيدا عن الأسرة تشكل كثيرا من المتاعب الجسدية والمادية، في وقت ليس بمقدور بعض الأسر توفير كل ذلك لأبنائهم، ما يضطرُهم إلى عدم إلحاقهم بالجامعات والاكتفاء بالشهادة الثانوية. وأضافوا بقولهم: «يمضي الحال الآن على كثير من أبناء المحافظة وطلابها ممن يواجهون مخاطر الطرق ذهابا وإيابا نهاية كل أسبوع في سبيل تحصليهم العلمي واستكمال دراستهم الجامعية». وأشار الطلاب الى أن المتابعين لمخرجات المدارس الثانوية بالنعيرية وما يتبعها، وكذلك مدارس محافظة قرية العليا وما يتبعها أيضا، يجد أن الحاجة قائمة وبشكل مُلِح لافتتاح كليات تناسب مستقبل الطلاب وسوق العمل، خاصة أن النعيرية تقع بالقرب من رأس الخير التي ينفذ فيها حاليا أكبر المشاريع الصناعية. الجدير بالذكر، أن محافظ النعيرية إبراهيم بن محمد الخريف كان قد كشف في وقت سابق عن رفع المجلس المحلي بالمحافظة للجهات المسؤولة بالمنطقة أهمية افتتاح كلية للبنين لاستكمال خريجي الثانوية دراستهم الجامعية بها في المحافظة بدلا من هجرتهم في مدن ومحافظات بعيدة عنهم. وبرر ذلك بزيادة أعداد الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية من خريجي المدارس الثانوية، مؤكدا أن المجلس يتابع هذا الموضوع باهتمام بالغ، لتحقيق ما ينشده ويتطلع إليه شباب المحافظة. النعيرية تترقب حلم افتتاح كلية للبنين (تصوير: بدر الدوسري) افتتاح كليات للبنات بالنعيرية خطوة تتطلب افتتاح كليات مماثلة للبنين