لليوم الثاني واصلت المجموعات الاستيطانية المتطرفة اقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من الشرطة والقوات الخاصة وحرس الحدود، في الوقت الذي منعت فيه آلاف المصلين من دخوله وخاصة الشبان منهم. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث: «إن حالة من التوتر تسود المسجد الأقصى في ظل اقتحامات المستوطنين المتكررة عبر مجموعات صغيرة للمسجد في حين منعت قوات الاحتلال فجراً المصلين من جميع الأعمار من الدخول للمسجد الأقصى، ما أدى إلى وقوع مشادات كلامية ما بين الشبان وشرطة الاحتلال، ما أدى إلى اعتقال الشاب حازم القصاص (30 عاماً) من البلدة القديمة، وحارس جامعة القدس، ثم قامت شرطة الاحتلال المتمركزة في المسجد الأقصى المبارك، بإخراج عدد من المصلين من كبار السن بسبب تصديهم لاقتحامات المستوطنين بالهتاف بكلمة «الله أكبر». وقال أحد حراس المسجد: إنّ مشادات كلامية وقعت بين المصلين وطلاب حلقات العلم في المسجد قبل الطلب من المصلين الخروج من المسجد تحت طائلة الملاحقة والاعتقال والإبعاد النهائي عن الأقصى. وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها على بوابات المسجد الأقصى، حيث تقوم بالتدقيق في البطاقات الشخصية للمصلين وتحتجزها إلى حين خروجهم من المسجد. وأكدت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» ان ممارسات الاحتلال من تضييق وحصار على المسجد الاقصى، مصليه وعمَّاره لن يزيد الفلسطينيين الا تمسكا وتواصلاً مع اولى القبلتين، بل ويجعلهم على استعداد دائم للدفاع عنه مهما بلغ حجم الاعتداءات الاحتلالية الاسرائيلية. وأفادت بحسب شهود عيان ان الاحتلال منع مجموعة من النساء من طالبات مساطب العلم من دخول المسجد الاقصى، ولم يسمح إلالعدد محدود بالدخول، ومنع من استطاعت الدخول منهن من الجلوس عند مسطبة ابي بكر الصديق الواقعة قبالة باب المغاربة، اما بالنسبة لطلاب مساطب العلم فمنع نحو 20 منهم من دخول الاقصى، ولم يسمح الا لكبار السن من الدخول اليه. كما قام الاحتلال باخراج كل مصل ممن هو أقل من 45 عاما خارج المسجد الاقصى، وذلك بالتزامن مع اقتحام وتدنيس نحو 196 مستوطنا للاقصى على ثلاث مجموعات متفرقة، وتعالت اصوات التكبير في الاقصى من كبار السن فقام الاحتلال بالاعتداء على اثنين منهم واخراجهما من المسجد الاقصى. وسادت حالة من التوتر الشديد في المسجد الاقصى ومحيطه أمس، حيث تنظم مجموعات يهودية مسيرات متفرقة بمحاذاة عدد من ابوابه، كما تجمع عشرات آلاف الاسرائيليين في منطقة البراق لاداء شعائر خاصة بعيد العرش العبري. وقالت المؤسسة: إن جميع المصلين والمرابطين من الرجال والنساء من طلاب مساطب العلم الذين تم منعهم من دخول الاقصى اصروا على الرباط وتلقي العلم عند ساحة قبالة باب الاسباط - احد ابواب المسجد الاقصى المبارك الشمالية الشرقية. في نفس السياق منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي في الخليل الواقعة بجنوب الضفة الغربيةالمحتلة، أربعة وسبعين وقتاً خلال شهر أيلول الماضي. وقالت «لجنة إعمار الخليل»: إن هذا المنع يأتي كإجراء تعسفي عمدت سلطات الاحتلال على اتباعه بشكل متكرر ومستمر بحجج واهية، لا تتعدى كونها إرضاءً للمستوطنين الذين يحتلون القسم الأكبر من الحرم الإبراهيمي الشريف. وذكر مدير سدنة الحرم الإبراهيمي الحاج حجازي أبو سنينة ان هذا الشهر شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المرات التي منعت فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان بسبب الإغلاق المتكرر للحرم الإبراهيمي وبحجة الأعياد اليهودية العديدة خلال شهر سبتمبر.