يوما بعد آخر، تتكشف حقيقة الدعم الإيراني والتسليحي لميليشيا الحوثي، وتبرز أهمية معركة الساحل الغربي، من كونها ستقطع يد نظام طهران الذي يستغل ميناء الحديدة في تهريب الصواريخ الباليستية والأسلحة والألغام، وكل التجهيزات العسكرية بما يضر بأمن وسلامة اليمن. وفي هذا السياق، كشفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي والقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الأول عن أسلحة ومعدات عسكرية تم ضبطها خلال عمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن مما يثبت تورط ايران في دعم الميليشيات الحوثية. اعتراض أسلحة وسبق أن عرضت أدلة على دعم إيران لميليشيات الحوثي في اليمن، مؤكدة أنها كثفت في العام الماضي إرسال أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين وغيرها من أشكال الدعم، منتهجة نفس استراتيجيتها لدعم ميليشيا حزب الله في سوريا. وتستخدم إيران سفنا لتوصيل إمدادات إلى اليمن بطرق مختلفة وعبر قوارب صيد صغيرة. وفي الفترة من سبتمبر 2015 حتى مارس 2016، اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مرارا أسلحة قال مسؤولون إنها على الأرجح كانت متجهة للحوثيين. وقال مسؤول عسكري أمريكي إن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس من عام 2016، مضيفا إنه لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية من إيران. عمليات منظمة وفي نفس السياق، أقر نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة الحربية ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح (أرمامنت ريسيرش سيرفسز)، التي تعقبت عتادا إيرانيا انتهى به المطاف في اليمن، أيضا بأن الكميات قد زادت. وقال العام الماضي: «لاحظنا المزيد من عمليات نقل أسلحة إيرانية خلال الشهور القليلة الماضية». إلى ذلك، أوضحت البحرية الأمريكية أن الحوثيين استخدموا تكنولوجيا من إيران في الهجوم على الفرقاطة السعودية قرب ميناء الحديدة في 30 يناير، فيما نوّه مصدر بالحكومة اليمنية إلى أن «زورقا لخفر السواحل دمر قرب المكلا بألغام نشرها الحوثيون». وترسل طهران خبراء أفغانا وعربا لتدريب ميليشيات للحوثيين وللعمل كمستشارين، من بينهم أفغان قاتلوا في سوريا تحت إشراف قادة بفيلق القدس. صواريخ وطائرات من جهتها، عرضت القوات المسلحة الإماراتية، أمس الأول، مجموعة من الأسلحة المتنوعة منها صواريخ وطائرات مسيرة بدون طيار وخزانات الوقود الخاصة بالصواريخ الباليستية من نوع «سكود» و«الألغام المبتكرة»، التي جاءت على شكل أواني طهي وصخور وعلب مياه. وتعد هذه الاسلحة جزءًا بسيطًا من الكميات، التي تم ضبطها من قبل قوات التحالف وتم نقلها إلى الإمارات بتنسيق كامل مع المنظمات والأجهزة الأممية ذات العلاقة. وأبطلت قوات التحالف العربي ما يقارب 30 ألف لغم منذ بدء العمليات في اليمن إضافة إلى الكشف عن تزويد إيران للميليشيات بخبراء تصنيع وتطوير الأسلحة واستخدامها. تقرير أممي ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن مدير المكتب التنفيذي للجنة السلع والمواد الخاضعة لرقابة الاستيراد والتصدير ممثل وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية طلال محمد الطنيجي قوله إن أجهزة الأممالمتحدة المعنية بمتابعة تنفيذ القرارين رقمي 2216 و2231 أنهت مؤخرًا إعداد تقرير يرصد أدلة جديدة تثبت تورط إيران والميليشيات الحوثية التابعة لها وخرقها للقرارين الأمميين على أن يتم إصداره في وقت لاحق، مشيراً إلى أن التنسيق بين التحالف والفرق والأجهزة الأممية ذات العلاقة يمضي بوتيرة عالية، خصوصاً فيما يتعلق بتبادل المعلومات الخاصة بخروقات إيران والميليشيات الحوثية للقرارين. وأضاف مدير المكتب التنفيذي: إن التنسيق تضمن اتباع قوات التحالف العربي والقوات المسلحة الإماراتية لكل الإجراءات والمعايير الأممية الخاصة بضبط ونقل وتخزين الأسلحة والمعدات المصادرة. مكونات إيرانية وأوضح طلال الطنيجي أن استخدام اللغة الفارسية على تلك الأسلحة بجانب المكونات إيرانية الصنع والأنظمة المتسقة مع الأسلحة الموثق استخدامها يؤكد تورط إيران في دعم الميليشيات الحوثية. وأكد أن الإمارات تلقت إشادات من أجهزة الأممالمتحدة لتعاونها وتقديمها الإثباتات القاطعة لتورط إيران وخرقها للقرارات الأممية ذات العلاقة بتهريب الأسلحة. وقال الطنيجي: إن الإجراءات التي اتبعتها دولة الإمارات جاءت ضمن حرصها على تأمين سلامة المدنيين والأبرياء في اليمن، خصوصا مع تنامي قدرات الميليشيات الحوثية إضافة إلى العبث في استخدام تلك الأسلحة والألغام، التي لم تعد تفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية، خصوصًا الألغام المبتكرة التي زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي في الطرق والأماكن القريبة من السكان، التي يصعب التعرف عليها إلا عبر فرق متخصصة. خزانات سكود من جهته، أكد خبير تقني بالأسلحة من القوات المسلحة الإماراتية أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حريصة على إبطال مفعول الألغام البرية والبحرية لإنقاذ حياة اليمنيين، فيما تبذل جهوداً مضاعفة لتدريب قوات المقاومة اليمنية على التعامل مع تلك الألغام. وشدد على حرص قوات التحالف العربي على القضاء على الممارسات والأعمال الإجرامية للميليشيات الحوثية وإنهاء عبثهم وتهديدهم لخطوط الملاحة الدولية التجارية والإنسانية في اليمن. وعرضت القوات المسلحة الإماراتية أسلحة مصادرة منها طائرات «أبابيل»، التي تستخدم في عمليات التصوير والعمليات الانتحارية و«القناص صياد 2» والقواذف المضادة للدروع والألغام والعبوات المبتكرة وقارب انتحاري تم استخدامه من الميليشيات الحوثية وتعذر جلبه لأسباب أمنية، إضافة إلى صور لخزانات الوقود المستخدمة لإطلاق صواريخ «سكود» من نوع «C وB». الإمارات تعرض أدلة تورط نظام طهران في دعم الميليشيات الانقلابية بالأسلحة