في البداية أهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات. استوقفت كثيرا عند جزء من التصريح الأخير لمعالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والذي كان مضمونه «يجب أن نبني جيلا من الآن وذلك بابتعاث عاجل لما يقل عن 1000 شاب سعودي من أعمار 12 إلى 16 عاما للذهاب وتعلم الاحتراف الرياضي على أصوله، ونقطف ثمارهم في عامي 2026 و2030»، وهذا التصريح يعني لي الكثير لارتباطه مع حرص المملكة على إعداد الثروات البشرية في مرحلة التحول التي نعيشها للانتقال إلى إبداعات مضافة لها انعكاس كبير. حتى نكون منصفين، منذ تعيين معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وقرارات التطوير في رياضتنا مستمرة، وهذا الأمر لا يمكن التشكيك فيه وفقا للمتغيرات العديدة التي طرأت على رياضتنا، وما صرح به معالي المستشار يعتبر توجها هاما ينبغي ألا يقترن بمرحلة معينة أو حدث معين وأن يكون توجها مستمرا ومتواصلا، فالإمكانيات التي نمتلكها كبيرة «ولله الحمد»، والكفاءات المحلية أثبتت نفسها في العديد من المحافل سواء كانت داخليا أو عالميا. الأكاديميات الرياضية الحالية ما زال مستواها متواضعا وتفتقر للعديد من الخدمات المفترض أن تقدمها الأكاديميات العالمية، ووجود أكاديميات رياضية عالمية بشكل متكامل داخل المملكة مطلب مهم خلال هذه الفترة، ووجهة نظري الشخصية أرى أن تكون تلك الأكاديميات هي البداية لفلترة المواهب قبل الابتعاث وذلك في مختلف الألعاب الرياضية، ومن المهم أن لا يقتصر ذلك فقط على اللاعبين، فالحاجة التي نستهدفها هي بناء أجيال رياضية تشمل حتى المدربين والحكام بالإضافة للإعلاميين في المجال الرياضي. الهيكل التنظيمي للهيئة العامة للرياضة يحتاج لوجود إدارة كاملة تهتم بالابتعاث الرياضي وتطوير المواهب، وحينما أذكر «ابتعاث رياضي» فهذا لا يقتصر على اللاعبين فقط بل يشمل حتى المدربين والحكام بالإضافة للإعلاميين الرياضيين، ويكون الابتعاث داخليا قبل أن يكون خارجيا، والهدف من ذلك تغيير الفكر الرياضي والاحترافي للارتقاء بالرياضة السعودية حتى تصل إلى مستوى متطور، ومن الأدوار المهمة لتلك الإدارة عملية استكشاف المواهب الرياضية في جميع المراحل الدراسية بمختلف أنحاء المملكة وذلك من خلال تجهيز معلمي الأنشطة الرياضية والتنسيق معهم من خلال برنامج «نخبة رياضي»، ويتم تحديد مقاييس ومؤشرات أداء يتم مراجعتها بشكل دوري بكل شفافية. هناك نموذج مهم لانتقاء الموهوبين في الرياضة يسمى بنموذج «ديريك» «Dreche»، وهذا النموذج ينقسم إلى ثلاث خطوات، الخطوة الاولى تتضمن إجراءات قياسية تفصيلية في الجوانب التالية «الحالة الصحية العامة» و«التحصيل الأكاديمي» و«الظروف الاجتماعية مع التكييف الاجتماعي» و«النمط الجسمي» و«القدرات العقلية»، ثم الخطوة الثانية والتي يطلق عليها مرحلة التنظير وتتضمن مقارنة سمات وخصائص جسم الرياضي في النمط وتكوينه بالخصائص المطلوبة في الرياضة التخصصية والرياضة بشكل عام، ثم الخطوة الثالثة والتي تتضمن تخطيط برنامج تدريبي من خلاله يتم تتبع أداء الرياضيين في كافة الجوانب البدنية والمهارية والخططية النفسية بالإضافة لدرجة تكيفهم للتمرين قبل أن تتم عملية التقييم التي من خلالها يتم الانتقاء، وكوجهة نظر شخصية أرى أننا في حاجة لتطبيقه في الوقت الحالي كأساس في تطوير الرياضة بالمملكة. ختاما.. الرياضة ليست هواية فقط، الرياضة تعتبر صناعة وثقافة وتربية بدنية، وكلي تفاؤل بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة انتقالية كبيرة سيقودها شبابنا لمستقبل مشرق حافل بالإنجازات.