مع تحسن النمو الاقتصادي في الأسواق العالمية يواجه الكثير من المديرين التنفيذيين في الشركات متعددة الجنسيات ضغوطا لتحقيق معدلات الأرباح والنمو المستهدفة. ولطالما اعتبرت دول جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية محركا للنمو على المدى القصير كمنطقة تمتلك إمكانات مستقبلية مهمة بالنسبة للمستثمرين. وتحتل أسواق القارة السمراء الكبيرة ولا سيما في جنوب إفريقيا ونيجيرياوكينيا مكانة عالية لدى المديرين التنفيذيين بفضل تحسن الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي وبالتالي تشهد موجة جديدة من الاستثمار. ومن حسن الطالع أن تحقق جنوب إفريقيا مع انتخاب سيريل رامافوزا ذي التوجه الإصلاحي ارتفاعا في معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.6% في عام 2018، من 1.2% في عام 2017. كما تجاوزت كينيا أزمتها السياسية وتداعيات الجفاف الذى ضربها في عام 2017. وتتمتع نيجيريا بعملة أكثر استقرارا فضلا عن نمو عائدات البترول بشكل أفضل مما يولد أيضا اهتماما جديدا قبيل موسم انتخابات عام 2019. لكن تقرير منظمة (فورنتير إستراتيجي جروب) البحثية لفت الانتباه الى ان هناك أيضا حفنة من النجوم الصاعدة الأصغر التي يتطلع إليها المدراء التنفيذيون عن كثب وفي مقدمتها زيمبابوي التي باتت محط اهتمام كبير منذ الإطاحة بالرئيس السابق روبرت موجابي من السلطة، وانتقال المسؤولية إلى حكومة جديدة حريصة على تطوير البلاد، وتشييد بنية تحتية لائقة وتأسيس قاعدة قوية من مهارات القوى العاملة، وتعزيز الطبقة الاستهلاكية الكبيرة نسبيا وكلها عوامل يجب أن تكون الشركات على دراية بها. وينوه التقرير إلى أن موزمبيق، تعتبر هي الأخرى سوقا واعدة في منطقة جنوب قارة إفريقيا حيث تجتذب العديد من الشركات متعددة الجنسيات لأنها تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز وبمجرد وصولها الى السوق الدولية فيمكن أن ينمو اقتصادها بشكل كبير. ومع ذلك، فإن هذا البلد لا يزال متخلفا نسبيا، ويعاني من أزمة مالية واقتصادية. وقد تكون هناك فرصة كبيرة على المدى القصير بفضل المشروعات الجديدة المرتبطة باستكشاف الغاز وتعزيز البنية التحتية التي يمكن للشركات الكبرى الاستفادة منها خاصة شركات الإسكان والرعاية الصحية لكن الفرص المستقبلية تحتاج إلى تقييم دقيق. ويشير التقرير إلى أن الفرص المتاحة في البلدان الصغيرة توفر قوة دفع أسرع وأسهل وأرخص. وتمتلك إفريقيا أكثر من 50 مدينة يزيد عدد سكانها على مليون نسمة ومن المتوقع ارتفاع معدل التحضر من 40 إلى 50% خلال ال20 عاما المقبلة، ويأتي معظم هذا النمو من المدن الأصغر التي تضم 50 ألفا أو 100 ألف نسمة وليس من المدن المليونية. ويوصي التقرير الشركات متعددة الجنسيات بمراجعة إستراتيجيتها تجاه إفريقيا لعام 2018 واختبار فرضيات النجاح وإعادة النظر في نهج الانتقال إلى أسواقها وفقا لتغير بيئات التشغيل والمنافسة فضلا عن التحلي بالمرونة وتعديل إستراتيجيتها كلما اقتضت الضرورة.