بعد تحسّن السيولة الرمضانية عن الأسابيع الماضية أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي) تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع بلغ 183 نقطة أي بنسبة 2.25% مسجلا أعلى قمة خلال السنوات الثلاث الماضية، وكانت هذه المكاسب بفضل الارتفاعات الجيدة على قطاعات المواد الأساسية والبنوك والاتصالات، ويبدو أن لقرب انضمام السوق السعودي إلى مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة «MSCI» دورا كبيرا في تلك الارتفاعات لأنها أتت في ظل غياب الأخبار المحلية بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط. ومن المتوقع أن تعلن إدارة سوق مورغان ستانلي خبر انضمام المملكة من عدمه إلى مؤشرها العالمي يوم 20 من يونيو الحالي وهو يوافق آخر يوم من إجازة عيد الفطر المبارك، والمؤشرات الأولية تفيد بأن شركة السوق المالية السعودية (تداول) سيضم بالفعل للمؤشر الأشهر عالميا فيما يختص بالأسواق الناشئة وذلك بعد انضمامه بالفعل إلى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة قبل نحو شهرين، وهذا الانضمام سيفتح المجال أمام المزيد من السيولة للدخول في السوق السعودي، وقد يدخل في البداية عشر شركات فقط بعدها تبدأ الشركات الباقية بالدخول بحسب ما تراه إدارة سوق مورغان ستانلي ولا شك ان الحصة الأكبر ستكون لكبريات البنوك وشركات البتروكيماويات المدرجة. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 19.8 مليار ريال مقارنةُ بنحو 16 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التحسن في السيولة المتزامن مع الصعود السعري في المؤشر العام يوحي بأن ما حدث هو صعود حقيقي ناجم عن سيولة شرائية وهذا يعزز من فرضية استمرار الصعود لهذا الأسبوع أيضا. التحليل الفني بعد اختراق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية لقمة 8.345 نقطة -وهي التي كانت عصية عليه للأسابيع الماضية- والاستقرار فوقها يشير إلى أن هذه القمة أصبحت دعما للسوق وما دام السوق فوق هذا الرقم فإنه لن يكون بمقدوره الهبوط من جديد بل سيواصل الصعود حتى المقاومة التالية عند مستوى 8.950 نقطة والتي تعتبر أقوى مقاومة على الاطلاق للعام الحالي وربما يكون من الصعب جدا اختراقها من المرة الأولى. أما في حال عودة السوق دون مستوى 8.345 نقطة والبقاء دونها فإنه من المرجح ان يزور السوق مستوى 8000 نقطة من جديد ومع قدوم خبر «MSCI» بعد إجازة العيد مباشرة فإننا لا نميل إلى هذا السيناريو بالرغم من إمكانية حدوثه. وبالنظر إلى أداء القطاعات فإننا نجد أن قطاع المواد الأساسية سيستمر في الأداء الإيجابي بعد اختراق مقاومة 5.800 نقطة والاستقرار أعلى منها مدعوما بالأداء الإيجابي المتوقع لأسهم معادن وسافكو وسابك لكن الأهم ألا يعود دون المقاومة السابقة المذكورة آنفا. أيضا نجد أن الزخم الشرائي مازال مستمرا -رغم تضخمه- على قطاع المصارف بعد أن قام البنك الأهلي بالمنح والتوزيع وهو ما عاد بمؤشراته الفنية إلى مراحل الشراء من جديد وهذا سيدعم صعود القطاع الأيام القادمة لكن الأهم ألا يعود القطاع دون مستوى 6.860 نقطة وهو أقوى دعم للقطاع في المرحلة الراهنة. ويبقى الرهان قائما على قطاع إدارة وتطوير العقارات والذي نزف بقوة خلال الشهور الماضية بعد الضغط الكبير من سهم جبل عمر على القطاع، لكن الشموع الأسبوعية الأخيرة على القطاع توحي بأن الهبوط قد انتهى وأن القطاع بصدد التحضير لمسار صاعد جديد سيكون حافزا قويا للسوق على استمرار مكاسبه.