رغم إغلاق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بانخفاض طفيف بلغ 21 نقطة أي بنسبة 0.30% إلا أنه لم يسجل أي قاع جديد مقارنة بالأسبوع الذي قبله بل بالعكس حقق قمة جديدة مقارنة بنفس الفترة مع ارتفاع ملفت في السيولة، وهذا السلوك السعري يوحي بأن السوق بدأ يستعيد زخمه الشرائي بعد أن ظهرت نتائج معظم الشركات القيادية وبدا فيها تحسن ملحوظ مقارنة بنتائج الربع الرابع من عام 2016م مما يوحي بأن الشركات بدأت تستوعب الصدمات السابقة من انخفاض أسعار النفط وتراجع لافت في مناحي الاقتصاد السعودي. وأرى أن بداية التعافي على سوق الأسهم يتزامن مع قرب اجتماع الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج منظمة أوبك والمزمع عقده نهاية الشهر الحالي للنظر في موضوع تمديد اتفاق فيينا حتى نهاية العام الحالي والذي أرى أنه سيتم الاتفاق على التمديد وهذا يصب في صالح حركة أسعار النفط والسوق السعودي أيضاً، بالإضافة إلى قرب موعد قرار انضمام سوق الأسهم السعودي إلى مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI وإذا ما تم انضمام المملكة إلى هذا المؤشر فإنه من المتوقع أن يتم جذب سيولة كبيرة من الخارج؛ نظراً لأن هذا المؤشر مقياس للمستثمرين الأجانب حول جاذبية أي سوق منضم إليه من حيث الأداء والأسعار وقوة الشركات. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع المنصرم فقد بلغت نحو 18.2 مليار ريال مقارنة بحوالي 15.9 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة يوحي بسيولة شرائية جديدة دخلت السوق بدليل الحركة السعرية للمؤشر والتي تم توضيحها آنفا، لذا من المتوقع في حال استمرار ارتفاع السيولة لهذا الأسبوع أيضا أن يسجل السوق قمة عليا جديدة مقارنة بالأسبوع الماضي. التحليل الفني لا شك أن استمرار احترام دعم 6900 نقطة مؤشر جيد على عزم السوق على اختراق القمة الأهم عند 7100 نقطة ثم 7200 نقطة وفي حال اختراق هذا الأخير سيكون من المؤكد أن السوق بصدد الذهاب لتسجيل قمة سنوية جديدة ربما تكون على مشارف 7500 نقطة على أقل تقدير، وفي حال كسر دعم 6900 نقطة فإنه لا يجب تحت أي ظرف من الظروف كسر الدعم التاريخي 6800 نقطة وإلا فإن السوق سيدخل مسارا هابطا يستهدف في حده الأدنى مستوى 6500 نقطة. ومن المهم جدا استمرار تضافر جهود القطاعات خلال هذه الفترة لدعم المؤشر العام إيجاباً خاصة قطاع المواد الأساسية والذي محا تقريبا كل أرباح الأسبوع الماضي ليقترب من دعم 4600 نقطة وهي تعتبر منطقة مفصلية للقطاع. أما قطاع البنوك فيبدو أنه سيكون هو الضاغط على أداء السوق خلال هذا الأسبوع بعد أن فشل في الثبات فوق منطقة 4800 نقطة ليكون الاتجاه القادم هابطا حتى مشارف 4600 نقطة. أسواق السلع الدولية رغم أن خام برنت أنهى تداولات الأسبوع الماضي على تراجع بنحو 5% تقريبا إلا أن الشمعة الأسبوعية المتكونة تدل على أن الهبوط التصحيحي على الخام قد انتهى وأنه بصدد الدخول في مسار صاعد جديد ربما يدفع الأسعار لتسجيل مستويات عليا جديدة خلال الأسابيع القادمة، وقد تكون تلك الإشارات الفنية دليلا على أن اجتماع منتجي النفط المرتقب سيسفر عن اتفاق مهم وإيجابي جداً للأسعار لكن كل ذلك مرهون بالثبات فوق الدعم الأخير عند 47 دولارا تقريبا.