أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي) تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع جيد بلغ 123 نقطة أي بنسبة 1.53%، وذلك بعد تحسّن أداء قطاعي المواد الأساسية والبنوك، وهما من أهمّ القطاعات المستهدفة من المستثمرين الأجانب بعد الدخول القريب والمتوقع للسوق السعودي في مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة «MSCI». لذلك من الطبيعي أن يكون هناك بعض التوجّه للسيولة الاستثمارية لهذه القطاعات، بالرغم من أنها في مناطق مقلقة من الناحية الفنية إلا أن الزخم الشرائي -رغم ضعفه- إلا أنه ما زال مستمرًا، ولذلك ما زال المؤشر العام محافظًا على مستوى الدعم النفسي 8000 نقطة. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 16 مليار ريال مقارنةً بنحو 14.5 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، ورغم أن السيولة أضعف من معدل الأسابيع الماضية بكثير، وذلك بسبب التداولات الرمضانية إلا أن ارتفاع السيولة الأخير لا شك في أنه أمر جيد مع ارتفاع المؤشر العام، لكن هناك شكوكًا كبيرة حول قدرة السوق على تجاوز أعلى قمة للسوق هذا العام بهذه السيولة، لذا لابد من ارتفاعها حتى يتناسب الزخم مع الحركة السعرية من الناحية الفنية. التحليل الفني من خلال النظر إلى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية نجد أنه ما زال يتداول دون قمة 8.345 نقطة، وهذا يعني أنه -رغم الصعود الأخير- إلا أن السوق لا يزال في مرحلة تصحيحية، وأن استمرار التصحيح نزولًا حتى مناطق 7.700 نقطة على الأقل ما زال ممكنًا، لذا يجب على المتداول الكريم أن يتصرف بناءً على هذا الأساس، أما في حالة تجاوز السوق القمة المذكورة آنفًا واستقر فوقها، فالسوق حينها سيكون في مسار صاعد صريح، وأن الشركات خاصةً القيادية منها ستتفاعل بشكل واضح. أما من حيث القطاعات فنجد أن قطاع الموارد الأساسية قد تمكّن من تحقيق قمة تاريخية جديدة بفضل التحرك الواضح والإيجابي من أسهم معادن وسابك؛ مما هيّأ القطاع للتوجه لمناطق 6.250 نقطة كمقاومة أولى لكن بشرط استمرار ثباته فوق مستوى 5.840 نقطة، ونعتقد أن هذا الأمر ممكن من خلال شكل شمعة الخميس الماضي على "شارت" القطاع، بالإضافة إلى السيولة العالية. كذلك الحال على قطاع البنوك، والذي تمكّن من اختراق أعلى قمة تاريخية له من خلال التحرك الجيد لمصرف الراجحي؛ ليتجه بعد ذلك إلى المقاومة الأهم والأصعب عند 7.350 نقطة، والتي تحتاج للوصول إليها تحرك قوي من جميع المصارف، خصوصًا البنك الأهلي ومصرف الإنماء وكذلك معدلات سيولة أعلى من الحالية، ولو حدث هذا الأمر فسيكون بلا شك دافعًا قويًا للسوق لتسجيل قمم عليا جديدة، لكن الأهم من ذلك استمرار الثبات فوق دعم 6.700 نقطة، والتي أثبت القطاع حتى الآن أنه مستقر فوقها. أسواق السلع العالمية بعد قرار المملكة وروسيا رفع إنتاجهما النفطي بات من المؤكد أن خام برنت لن يتمكّن في الفترة الراهنة من اختراق مقاومة 81 دولارًا، ولن يستطيع خام «WTI» تسجيل قمة أعلى من قمة 72 دولارًا، وذلك لأن الضغط سيزداد على الأسعار بهذا القرار، بالإضافة إلى استمرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا في رفع إنتاجهما بشكل مطرد، ولا ننسى أيضًا استمرار ارتفاع الدولار خلال الآونة الأخيرة والذي بدأ يشكّل هو الآخر عبئًا إضافيًّا على حركة الذهب الأسود. أما من الناحية الفنية فأجد أن خام برنت أصبح قريبًا جدًّا من الهبوط حتى الدعم الأول عند مستوى 73 دولارًا واحترام هذا الدعم نجده أمرًا ضروريًّا لتداولات ما تبقى من العام الحالي، كذلك أجد أن دعم 63.75 دولار على خام «WTI» أصبح هو المعوّل عليه خلال الأيام القادمة حتى لا يذهب الخام في مسار تصحيحي أعمق، وبالتالي يفقد معه مستويات 60 دولارًا للبرميل.