بجمهور كبير غصّ به مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام أول أمس الثلاثاء، عُرض الفيلم الوثائقي «أبو ناصر» من انتاج الأخوين حسن الجيراني الذي تكفل بالإخراج، فيما التصوير والمونتاج لسعيد الجيراني. يسرد الفيلم سيرة أبو ناصر الشخصية بعد أن تعرض لحادث عمل افقده كف يده اليمنى، إلا أن الحادثه لم تنعكس بشكل سلبي على روحه وحياته الشخصية، وهذا ما أظهره الفيلم من خلال عمل ايو ناصر في نحت المراكب والقوارب الخشبية في دليل واضح لتحديه الإعاقة، وكان ايقاع العمل جذاباً رغم اعتماده على سرد أبو ناصر لحياته وذكرياته المختلفة، ليتمكن الفيلم من إبراز الجوانب الانسانية العميقة للشخصية. وبعد عرض الفيلم قرأ الكاتب عباس الحايك ورقة نقدية افتتحها بقوله ان فيلم «أبو ناصر» ينتمي لأفلام السيرة الذاتية، التي تبرز الملامح الشخصية أو البورتريه، من خلال رصد الاهتمامات والمواقف التي عايشها بطل الفيلم في حياته المهنية. وقال الحايك: تكمن أهمية السيرة الشخصية التي يصورها الفيلم كونها انعكاسا لمرحلة جيل عايش بدايات شركة أرامكو والتحولات التي طرأت على المجتمع من تحولات اجتماعية واقتصادية ووظيفية، حيث انتقل العديد من أبناء المنطقة من ممارسة مهن وحرف كالصيد والزراعة إلى العمل في الشركة، وما تبع ذلك من تبدلات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي. وتناول الحايك الفيلم وامتدح تنوع اللقطات وأحجامها، وانتقد افتقار الفيلم الذي امتد لثلاثين دقيقة لعلاقة أبو ناصر مع الناس وعدم خروج اللقطات من الورشة الا نادرا، لكن الحايك اختتم حديثه بالتأكيد على أن الفيلم بشكل عام كان موفقا في قدرته على الاستنطاق والحفر في ذاكرة شاهدة على فترة التحولات. جمهور الأمسية تفاعل مع انتقاء منتجي الفيلم لشخصية «ابو ناصر» الذي واجه الاعاقة بالعمل والمرح والتغلب على ذلك، مؤكدين أن الفيلم استطاع إثبات قوة الانسان على مواجهة تحدياته بدل من ندب حظه والاستسلام للإعاقة. وفي نهاية الامسية قدم مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي دروعا تذكارية لطاقم العمل.