وسط حضور جماهيري لافت، انطلقت أول أمس أولى أمسيات "بيت السينما" بتقديم ثلاثة أفلام سعودية في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وهي فيلم "مغادرون" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي وفيلم "فضيلة أن تكون لا أحد" للمخرج بدر الحمود وفيلم "لسان" للمخرج محمد السلمان. وافتتحت الأمسية بكلمة للزميل علي سعيد عضو "بيت السينما" أعلن فيها انطلاق الفعالية الأولى لسلسلة أمسيات عروض سينمائية تمتد طوال العام على وتقام كل شهر. وبعيد عرض الأفلام فتح باب الحوار مع صناع الأفلام بمشاركة مدير "بيت السينما" الفنان إبراهيم الحساوي، نيابة عن المخرج بدر الحمود، الذي تعذّر حضوره، إلى جانب المخرجين عبدالعزيز الشلاحي ومحمد السلمان. الحساوي الذي يجسد في فيلم "فضيلة أن تكون لا أحد" شخصية رجل يسرق قصص أشخاص يلتقيهم ليعيد تدويرها وسردها لأشخاص آخرين، تحدث عن دوره قائلاً: "هي شخصية مركبة ومغايرة للعديد من الأدوار التي جسدتها خلال مسيرتي". مشيراً إلى أن الصعوبة التي واجهته في هذا الفيلم هي في "تصوير مشاهد من الفيلم بطريقة ال "one shot" أي لقطة واحدة، وهي مشاهد بدون قطع وخاصة مشاهد السيارة والمطعم". موضحاً: "وهو ما يتطلب الحفظ الكامل للنص والتحضير الجيد للشخصية، لأن أي غلطة صغيرة ستفرض العودة من جديد". وتعليقاً على مسألة العودة "سينمائياً" إلى منطقة القرية، في فيلم "لسان" كمنطقة شبه مهملة في الأفلام المحلية، أشار مخرج الفيلم السلمان مؤكداً أنه انطلق في كتابة الفيلم من بيئة القرية الزراعية التي أعجبته كثيراً. مضيفاً: "لهذا أردت أن أسرد قصة من داخل هذا العالم". المخرج عبدالعزيز الشلاحي تحدث عن تجربته في إخراج فيلم "المغادرون"، مشيداً بالانسجام بين الشخصيتين البطلتين، محمد القس وخالد الصقر، اللذان توحدا مع الفيلم حتى تقمصا الأدوار بشكل انعكس على حياتهما الحقيقية خارج وقت التصوير. وعن مسألة التضاد بين شخصيتين، أولى ذاهبة للانتحار وأخرى إلى الحياة، وإن أوهمت المُشاهد بأنها أيضاً تريد الموت، علّق المخرج الشلاحي بأن مسألة الموت بهذه البساطة والوضوح ليس أمراً سهلاً، مشيداً بدور الكاتب مفرج المجفل في تعامله مع النص، إلى جانب تظافر جميع الشروط الموفقة لإنتاج الفيلم. إحدى الحاضرات علقت على ما وصفته بالبطء في بعض مشاهد الأفلام وأن الصورة تبقى فترة طويلة على نفس المكان وهو ما يبرز ربما قدرات المصور بحسب رأيها. الفنان إبراهيم الحساوي علق موضحاً: "الصمت أو البطء هو نوع من أنواع اللغة السينمائية، حتى الملل الذي يصيب المشاهد من لقطة طويلة هو تقريباً أمر مدروس". بينما علق الشلاحي على المسألة بالقول: "أحياناً تكون الصورة الصامتة بمثابة حوار، وبالتالي لا، ليس شرطاً أن يكون الحوار فقط بين الممثلين، فضلاً عن أن إطالة اللقطة والوصول للملل قد يكون مقصوداً من المخرج لإيصال حالة الملل الموجودة لدى الشخصيات على سبيل المثال". وتعليقاً على انتقاد أحد الحضور لفيلم "لسان"، أشار مخرج الفيلم السلمان إلى أهمية مثل هذه اللقاءات المفتوحة والاستماع لرأي المتلقي الذي يحترمه جداً، إلا أن المخرج الشلاحي تدخل معلقاً على المسألة بالقول: "أعتقد أن المشاهد السعودي منذ البدايات تعود على تضمين "الرسائل" داخل المسلسلات والجمهور الآن يبحث عن هذه الرسائل في الأفلام"، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من الفيلم يأتي من يسأله عن ما هي رسالة المخرج في الفيلم. مخطاباً الجمهور بالقول: "الفيلم لا يعني أن له رسالة وعليك أن تفعل هذا وتترك ذاك، قد تحضر فيلماً كاملاً فقط للمتعة والدهشة والسعادة، وليس بالضرورة أن تحصل على رسالة سلبية أو إيجابية من مشاهدة الفيلم". جانب من حضور الأمسية السينمائية