لا تقل التوجهات الشعبوية الجديدة في إيطاليا خطورة عن نسختها الأصلية في أمريكا، ولهذا فيجب على أعضاء الاتحاد الأوروبي المسارعة بارسال رسالة واضحة للحكومة في إيطاليا الجديدة، يؤكدون فيها أنهم «لن يسمحوا لها بتدمير منطقة اليورو»، وهذا ما تنصح به صحيفة ديرشبيغل الالمانية لمواجهة الشعبويين الذين اكتسحوا الانتخابات العامة. فهؤلاء في رأي الصحيفة يتملكهم شعور واهم بأنهم ينفذون ارادة الشعب الحقيقية، فيضعون بذلك «دولتهم أولا دون أي اعتبار للمعاهدات والاعتبارات الدولية». ولقد تعثر تشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة يوم الأحد، برفض الرئيس ماتاريللا أحد وزراء الحكومة، مما أثار مخاوف من حدوث أزمة دستورية، وانفتاح الباب أمام اجراء انتخابات مبكرة. وما زاد الطين بلة هو اتهام التحالف الشعبوي الفائز في الانتخابات الرئيس بتنفيذ رغبة الاتحاد الأوروبي والمطالبة بعزله. لقد أصبح واضحًا أن صعود حزبين شعبويين لتولي مقاليد الحكم في إيطاليا، لا يجمع بينهما سوى اتفاقهما على رغبة عارمة في إنفاق مبالغ طائلة من المال، خبر سيئ ليس في قصر الرئاسة الايطالية فحسب، وانما للوضع المالي الإيطالي المتردي ولمنطقة اليورو. وفي هذا الصدد ارتفع عنوان «روما تفتح أبوابها للبرابرة الجدد» متصدرًا افتتاحية «فاينانشيال تايمز» قبل عشرة أيام، في حديث عن الائتلاف الجديد الذي يجمع بين حركة الخمسة نجوم المتطرفة في الشمال بقيادة لويجي دي مايو، وجناح ليغا الشعبوي الكاره للمهاجرين بقيادة ماتيو سالفيني. ولم تكن الصحف الإيطالية أقل تخوفا، فقد عنونت صحيفة «إيل مانيفستو» اليومية خبرها الرئيس بكلمة واحدة «بوبولانديا»، في إشارة للطبيعة الشعوبية لطرفي التحالف. ومن عناوين المقالات في الصحافة الايطالية: «تشكلت الجمهورية الثالثة فانتاب الضحك العالم بأكمله». ودعت مجلة دير شبيغل الاتحاد الأوروبي ليفهم ما سمته النسخة الإيطالية الشعبوية، وقالت إنها لا تقل خطورة عن النسخة الأصلية.