منطقتنا (وهي ما يطلق عليها الغربيون الشرق الاوسط) عجيبة غريبة، حتى بنوعية التحولات والحقب، بل حباها الله بنوعية من الحكام الظلاميين المرضى الذين جلبوا لها الدمار والحروب والظلمات، ثم بعد كل هذا العنت، يضافون، هم انفسهم، لاحقاً إلى قوائم الآلام. صدام حسين، وحافظ الأسد، ومعمر القذافي، كانوا يتفننون في إنجاز أقسى العقوبات وحتى وصلات عروض من «الهبل» والجنون، وفكات أخرى من نوبات التسلط، وفي مقابل هذا لم ينجزوا أي مستقبل أو أي مشروعات تذكر لأوطانهم التي تركوها يأكلها التصحر والعوز والحروب، وتركوا مواطنيهم عراة حفاة فقراء، ويشوون في لهيب فتن متغولة. وبقى نظام آخر لا يختلف عن أنظمة فتنة الدنيا البائدة، إن لم يكن كبيرها الذي يعلمها سحر التسلط، وهو نظام علي خامئني، فهو نظام بلغ من العمر عتيا ولا يبدو يمكن إصلاحه أو إجراء تعديلات عليه أو تجميلات، وغير قابل للتوافق مع الحياة الحديثة، أو أية حياة تجعل السلام والتنمية أساسا موضوعا للحياة والبقاء. ونظام إيران يبدو مصابا بصدمة «الدونالد ترامبية» التي تتوعد الخامئني ليل نهار بأنواع من وسائل «التربية والتأديب»، عكس باراك أوباما الذي كان حنوناً ويبث هياماً خاصاً بنظامها، لهذا من الطبيعي أن يورد المرشد خامنئي، قبل يومين، قائمة بالرؤساء الأمريكيين «الشريرين»، واستبعد من القائمة، الرئيس أوباما الحبيب الودود. أوباما دلل مرشد الحرس طويلاً، لكنه أوقع المرشد في مأزق، فبقدر ما جرى تدليله في عهد أوباما، سوف ينال من التوبيخ والعقوبات وصنوفاً من الضغوط لم يجربها قط. بل إن بقايا عهد أوباما في منظمة الطاقة الذرية (مقرها أوروبا) لا تزال تحاول الدفاع عن خامنئي لأن أوروبا مستفيدة من الاتفاق النووي. بل إن الأوبامية غررت بدول أوروبا، ومارس جون كيري ضغوطاً كي تستثمر الشركات الأوروبية في إيران. وهذه الشركات الآن تواجه مأزقاً سحيقاً، فهي قد أنفقت كثيرا من الأموال وتخشى الاستمرار في مشروعات ستخر في حال المواجهة مع نظام طهران. نظام خامنئي نظام متحجر، وقد أدمن على دبلوماسية الفتن والدم وتوزيع السموم الطائفية ومهارة تأليف الميليشيات، ولا يبدو يفهم أن الدنيا تغيرت وأن عهد أوباما قد قضى نحبه ولن تعود الليالي الملاح. لأن نظام خامنئي لا يفهم فهو غير قابل للتغير،، لهذا الأرجح أن يستمر يعاند ويتصلب في وجه المطالب الغربية، مثل أسلافه (وشركاه) المتسلطين البائدين، حتى يتكوم في عين العاصفة. ومع أن صروف الدهر متقلبة، إلا أن أملنا أن يستجيب الله لدعوات الإيرانيين الصالحة، خاصة أن النظام يدفع نفسه وأذرعته وأحزابه ومحازيبه ببطء وقوة إلى الهاوية. *وتر ليالي الله، إذ الكلمة معاد.. «من شهد منكم الشهر فليصمه».. واسم الله يضيء المهج الصافية. [email protected]