المرء في ملف حياته آثاره ويخط على صفحاتها أفعاله، حيث يسطر في سجل عمره مع كل نفس وحركة وفعل مع تتابع أيامه كتاب حياته الذي سيقرر مصيره ليلقى الجزاء وفقا لعمله لا محالة، فهنيئا لمن يترك أطيب البصمات وأروع الأثر ويزرع البر والمعروف في حياته وحياة الناس، هنيئا له، فالمولى سبحانه لا يضيع أجر المحسنين. ويلقى المرء في مسيرة عمره وحياته نماذج فريدة تتبدى أقمارا وشموسا في واقع الحياة أفرادا وأسرا تجسد البر، وتقيم المعروف واقعا ملموسا في حياة الناس ويسعد المرء بحق حينما يلتقي بأولئك الذين يزرعون البر والمعروف في حياة الناس ويجسدون المكارم والعطاء، فالمولى ينميه لهم في الدنيا قبل الآخرة، أجل ينميه لهم ويزيده ويجعله نجاحا ونماء ورفعة وذكرا وقدرا وفضلا، أي والله، وما أسرة آلِ الجبر منا ببعيد، أجل وما أجل وأعظم ما قاله الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه» فللبر وصلة الأرحام نجاح ونماء وطول عمر وسعادة معادلة حقيقية والله، فكيف بمن يصل الأقربين والأبعدين وتنعكس آثاره وأفعاله على المجتمع كله هذا والله ذروة سنام الفضل يسجل لأهل الفضل. وقد لبيت قبل أيام تحديدا دعوة كريمة من أسرة آل المبارك العريقة الأصل التي اجتمعت بقضها وقضيضها وقاصيها ودانيها لتكريم أسرة آل الجبر، حفظهم الله جميعا،ان ذلك في الأحساء تلك البلدة الطيبة التي أحببتها وألفتني، وعشقتها وضمتني، وعشت فيها وأكرمتني، ولن أفيها حقها وأهلها ما حييت. فجئت ساعيا حاملا قلبي وهو يقفز بين يدي شوقا ووفاء لآل أسرة الجبر الأفاضل ومن أكرمهم. فقد امتدت أيادي أسرة الجبر في أشخاص أبناء حمد الجبر رحمه الله تعالى وحفظ مولانا أبناءه وذُرِيته اللهم آمين، امتدت بالوقف أياديهم البيضاء إلى كل مناحي الحياة فأثرتها برا وعطاء وكرما وجودا، في الثقافة، في التعليم، في الطب، في الإسكان، في إعمار بيوت الله، في دفع عجلة الاقتصاد ليثمر حرثهم المبارك حيث زرعوا مشاريع نهضوية رائدة، وتعلو اسثماراتهم وتزكو وتطيب بعطاءاتٍ طابت بالنوايا فباركها الله لهم، وسيبقى ما فعلوه وقدموه شاهدا لهم على فضلهم ومعروفهم فجزاهم الله عنا كل خير.. وأهلُ الفضلِ أمنحُهُم فُؤادي وأعصرُهُ لهم شهدا وقطرا وأمزجُهُ بنسغِ الرُوحِ مِنِي وأجعلُهُ لهم روضا وزهرا فمني للأسرتين الكريمتين طاقات من الزهور، وباقات من الورود، مع أكُفي المرفوعة إلى السماء بأن يمن عليهما من فضله وكرمه، ويُغدق عليهما من بحار جوده وإحسانه، وأن يبلغكم رضاه، ويجعلكم من أهل برِه وتقواه، ويرفع قدركم في الدارين ولجميع من يسعى للسير مثلهم برا وصلاحا وجودا ومعروفا وكرما وفضلا والحمد لله رب العالمين.