للمملكة العربية السعودية مواقف ثابتة سطرها التاريخ تجاه القضية الفلسطينية منذ عهد مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله عام 1935م في مؤتمر لندن، والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة والذي تمت فيه مناقشة القضية الفلسطينية ومحاولة رأب الصدع وإعادة الحق المشروع لأصحابه، وقد استمرت هذه المحاولات دون توقف إذ مرت بملوك المملكة السبعة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- والذي جعل منها قضيته الأولى، ولنا في القمة العربية التي عُقدت في الظهران وحملت اسم «قمة القدس» خير شاهد وبرهان على أنها تحظى بالاهتمام الشديد والدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة. اليوم تمر القضية بمنعطف خطير إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مما يستفز مشاعر المسلمين ويسلب الشعب الفلسطيني حقه، وقد أكد ذلك العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مما لا يدعو للشك في موقف المملكة الثابت تجاه القضية والذي يحاول بعض الضعفاء إصداره للعامة، فإن المزايدة على موقف المملكة من القدس معركة خاسرة، وافتعالات مريضة ومتهورة، لا تخرج من شخص قرأ التاريخ السعودي فالذاكرة العربية زاخرة بمواقف سعودية مشرفة تجاه جميع الدول العربية والعالمية، فما بالك بقضية حساسة كقضية فلسطين والمعاناة المستمرة منذ عقود!. تُشدد المملكة دوما على عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، وأنه لن يتمكن أحد أيًا كان من فرض واقع جديد عليها، كما تسعى مع بقية الدول لتقييم الأوضاع والتحرك على ضوء التطورات والمستجدات المتعلقة بالقضية ليُمنح الفلسطينيون كامل حقوقهم وأراضيهم المشروعة بما في ذلك التأكيد على عاصمة فلسطين والتي هي القدس الشريفة. لم تُعر المملكة بالا لكل من يحاول عرقلة مسيرها والاكتفاء بالكلام وزرع الشائعات والفتن دون الأفعال المشرفة التي قد تخدم القضية، فلله در أسد العروبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي جعل من أفعاله من ينطق عنه ولم يلتفت لتلك المهاترات، بل ألجم كل مشكك وزادنا به فخرا وعزة. 11Labanda@