قدرنا نحن السعوديين أن نعمل لصالح قضايا أمتينا العربية والإسلامية، فالتاريخ وحده كفيل بأن يسجل مواقفنا وما قدمناه وما نقدمه على صفحات ناصعة البياض.. نعم.. قدرنا أن نعمل لصالح عروبتنا وإسلامنا وقضايانا العادلة ولا نلتفت إلى المهاترات والعنتريات التي لم تزد الأمة إلاّ وبالاً على وبال وكوارث لا أول لها ولا آخر. ورغم الضغوط التي مورست علينا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلا أن مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية لم تتبدل ولم تتغير.. فملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس وحتى عهد الملك سلمان - حفظه الله - كانت القضية الفلسطينية على سلم أولوياتهم وارتبط الموقف السعودي حيالها بمحددات وثوابت لم يحد عنها قيد أنملة.. ولطالما أكد الملك سلمان في أكثر من محفل ومناسبة أن مواقف المملكة ثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحرص المملكة على دعم قضية فلسطين، وحتى عندما أعلن الرئيس الأميركي ترمب اعتراف إدارته بالقدس كعاصمة لإسرائيل اتصل - حفظه الله - به محذراً من عواقب هذا القرار وتداعياته السلبية على عملية السلام، معتبراً أن هذا القرار فيه انحياز غير مبرر في موقف أميركا، ومخالف لجميع القرارات الدولية، ومؤكداً على أن المملكة كانت وما زالت داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية.. لا يمكن لأحد، كائناً من كان، أن يزايد على موقف المملكة في دعم القضية الفلسطينية وتبنيها لها في المحافل الدولية كافة وعلى اختلاف الأزمنة، ومساعدة الشعب الفلسطيني وقيادته ونصرتهم وتمكينهم دون كلل أو ملل.. والتاريخ يشهد والشرفاء من أبناء أمتينا العربية والإسلامية وقيادات الشعب الفلسطيني ورموزه الاجتماعية والثقافية يدركون أبعاد هذا الموقف التاريخي والثابت والذي يشكل نهجاً للمملكة قيادةً وشعباً.. وحدهم الموتورين وهم فئة معزولة ومرتبطة بأجندة مشبوهة باعوا أقلامهم ومواقفهم بثمن بخس لصالح أعداء الأمة ممن لهم ارتباطات عضوية ب «المد الفارسي التوسعي» و«تنظيم الحمدين» الذي يمثل الوقاحة والتآمر في أبشع صورها بتحالفه اللعين مع أعداء الأمة والنيل منها بمؤامراته ودسائسه الشريرة التي لم تعد تنطلي على أحد من العالمين.. هؤلاء في كلّ منعطف تمرّ به أمتنا يزبدون ويرعدون للتشكيك في مواقفنا وتشويه الحقائق كعادتهم لا لشيء سوى أن المملكة أوجعتهم وأحبطت مخططاتهم، عندما لجمت المد الصفوي التوسعي وتصدت لمشروعهم الخبيث في اليمن ووضعت حداً لطموحاتهم التوسعية والإرهابية الشيطانية في أكثر من مكان.. قدرنا نحن السعوديين أن نعمل وبهمة عالية لصالح الأمة.. وندع الآخرين يثرثرون وفي غيّهم يعمهون فلا تأس على القوم الفاسقين والخونة والعملاء. [email protected]