المثل: «قديمك نديمك» يبقى القديم هو الأصل وكمثال حقيقي خلق الله الانسان من تراب والانسان يموت والتراب باقٍ حتى يتحقق وعد الله تعالى في قوله الكريم: «إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ»، فمن يزر مركز الابداع الحرفي ير اخوانا وأخوات ورثوا حرفا يدوية ابداعية من الأجداد والآباء، ولولا الفطنة والفكر العقلي مع الرغبة والحاجة في أن يحترف هؤلاء الاخوان والأخوات حرف ومهن الأجداد والآباء، وحسناً فعلوا، لاندثرت هذه الحرف والمهن وأصبحت الاحساء بدون قديم في حين ان الاحساء من أقدم المدن وهذا التاريخ شاهد على ذلك فهؤلاء الاخوة والأخوات يجب النظر لهم في الآتي: أولاً: من الجهات المسؤولة الرسمية والأهلية فيما يتعلق بالاهتمام بهم مادياً كراتب أو مكافأة والمواصلات من منازلهم إلى المركز والأدوات اليدوية التي يستخدمونها في عملهم تحتاج إلى تجديد وما يماثلها كبديل في حالة العطل أو الكسر أو فقدها سواء كان ايجاد البديل من بلادنا شرقاً أو غرباً أو من البلاد المجاورة في الخليج أو الشرق الأوسط. ثانياً: اقامة معهد أو دورات تدريبية ودعوة شباب وشابات هذا الجيل لاقتناء واحتراف هذه المهن والحرف لحفظ الاستمرار والتراث الحرفي والمهني. ثالثاً: على المجتمع أفراداً أو وجماعات رجالاً ونساء زيارة هذا المركز لتشجيع ودعم هؤلاء الاخوة والأخوات معنوياً ومادياً باقتناء وشراء بعض هذا الموروث التراثي والحرفي الذي نفخر ونعتز به ويجعلنا نعيش حياة الأجداد والآباء حياة مزدوجة مع حياتنا الآنية ونحن نرى رأي العين الأنامل كيف تقوم بهذه الحرف والمهن الابداعية. انه من دواعي الاعجاب والامتنان ان أمانة الاحساء في اقامتها لهذا المركز ومواقع أخرى مماثلة توشك على الانتهاء سعياً من الأمانة لحفظ تراث الاحساء في زمن نرى فيه التوجه والاقبال على الموروث الشعبي بمختلف أنواعه سواء الحرف والمهن أم زخارف جبسية أو طينية أو ملابس أو أكلات شعبية والعزوف عن الجديد منها وغيرها. انه القديم النديم الذي يبقى على مر الزمن «مفخرة وطنية».