مع إطلاق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، «برنامج جودة الحياة 2020»، والذي تم فيه الاعتماد على مرتكزات أساسية وهي: تطوير بنى تحتية قوية وشاملة تحسن نمط الحياة في مدن المملكة، وتأمين خدمات شاملة للسكان لتلبية احتياجاتهم المعيشية، وتوفير إطار اجتماعي يمكّن تفاعل المواطنين والمقيمين، وتوفير خيارات ذات جودة عالية ومتنوعة لنمط الحياة، وتحفيز الناس على التفاعل وضمان مشاركتهم من خلال أنشطة وفعاليات خاصة بنمط الحياة والمجتمع كافة، وتحديد الإطار التنظيمي المطلوب لتمكين جودة الحياة في كافة الفئات، وبناء آليات للتمويل تشمل نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والحوافز والاستثمارات العامّة لتسهيل مشاركة القطاع الخاص، والتواصل مع جميع أصحاب المصلحة «المواطنين، القطاع الخاص، إلخ». ومع قرب الانتهاء من برنامج «مستقبل المدن السعودية»، والذي تقوم من خلاله وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» بالبحث لمدى جاهزية المدن في المملكة لتحقيق تنمية حضرية مستدامة مستقبلاً، ولتفعيل ونشر مفهوم «جودة الحياة» بصورة علمية متخصصة وبفريق تخطيط متكامل من خلال صياغة إستراتيجيات وسياسات التخطيط الحضري والإقليمي بالمنهجيات والأدوات الملائمة، وبما يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، فإنني أطرح هنا مبادرة إنشاء «كراس علمية لجودة الحياة في المدن والقرى السعودية». تهدف المبادرة إلى توفير كيانات علمية عالية التخصص لمراقبة وقياس التحسن المنجز في مؤشرات «جودة الحياة» في المدن والقرى السعودية، وصياغة الإستراتيجيات والبرامج التي تحسن من معدلات الإنجاز في هذه المؤشرات. كما تهدف المبادرة الى الاستفادة من الدراسات والكوادر البشرية المتخصصة بجامعات مناطق المملكة في جميع التخصصات ومنها التخطيط الحضري والإقليمي الذي يعني بتوجيه التنمية مكانياً للمساهمة في جودة الحياة وازدهار المدن بالمملكة. ومع ما نعيش من مشاريع الرؤية الطموح 2030، ومع مخرجات برنامج «مستقبل المدن السعودية» وما سوف تحوي من معلومات دقيقة عن حالة المدن والقرى بالمملكة ومواردها التنموية وما بني على أساسها من إستراتيجيات عمرانية ومخططات إقليمية وهيكلية بأبعاد اقتصادية واجتماعية وإنسانية وبيئية وأمنية وإدارية؛ فإنني أطرح مبادرة إنشاء «كراس علمية لجودة الحياة في المدن والقرى السعودية» في مختلف الجامعات السعودية. وأخيرا وليس آخرا؛ فإن دعم مبادرة إنشاء «كراس علمية لجودة الحياة في المدن والقرى السعودية»، عن طريق وزارة الشؤون البلدية والقروية، يساهم في التقييم والتطوير المستمر لبرنامج «مستقبل المدن السعودية»، وضمان جودة الحياة بمدن المستقبل بإبداع وتميز وابتكار من خلال خدمة المجتمع وتطوير البحث العلمي وتنمية أجيال من الباحثين، والاستفادة من الموارد الأكاديمية بجامعات المملكة.