افتتح الفنان والناقد التشكيلي عبدالرحمن السليمان المعرض الشخصي الأول للفنان هادي الخالدي في قاعة الفنان عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أمس الأول الخميس، ويستمر لمدة أربعة أيام، ويضمّ المعرض 43 لوحة من أحجام متوسطة وصغيرة منفذة بوسائط مختلفة من ألوان أكليريك وغيرها، واستخدم الفنان فيها تقنيات مختلفة من معاجين بارزة لمعالجة سطوح بعض اللوحات إلى الكولاج واستخدام قماش جاهز عليه نقوش معينة استفاد منها الفنان في خلفية اللوحة. ويتميز أسلوب الفنان بغزارة في العناصر والموتيفات المختلفة وقوة الألوان وانعدام الفراغ، وفي معظم اللوحات تتجمع العناصر في وسط اللوحة وتتجاور وتزدحم بحيث لا تترك متنفساً من فراغ إلا ما ندر، وهو ما يفسر تأثر الفنان بالفن الإسلامي فيما يتعلق بالفراغ حيث لا يُترك في الزخرفة العربية الإسلامية أو الخط العربي مكان للفراغ. ويستخدم الفنان رموزاً وموتيفات كثيرة ومتنوعة ويقوم بتبسيط الأشكال البشرية منها ما هو من البيئة كالأسماك والطيور والمرأة والحصان، ومنها ما هو من التراث العربي الإسلامي كالمساجد والحرف العربي وآيات من القرآن الكريم أو عبارات أو أحرف مكتوبة بالعربية ضمن نسيج اللوحة. ويقوم الفنان الخالدي بمجاورة هذه العناصر والموتيفات مشكلاً تكوينات مختلفة تتداخل وتتمازج وتنسجم ضمن إطار اللوحة، وفي إحدى اللوحات رسم الفنان في أعلى اللوحة بورتريه لطفل بشكل واقعي، وفي لوحة أخرى لصق في وسطها سورة من القرآن الكريم في حين بقيت معالجته لبقية العناصر كخلفية، ليعطي للوحاته السمات العربية والمحلية ضمن هذه التوليفة التي يشكلها على قماش اللوحة، ومن ذلك أيضاً استخدام الزخرفة أو الوحدات الزخرفية ضمن نسيج اللوحة، وتبدو مقدرة الفنان التصويرية بارزة في معظم أعماله حيث معالجة العجينة اللونية واستخدامات كرومات لونية وتونات لا متناهية بخبرة واضحة في معظم الأعمال. ويستخدم الخالدي الألوان الرئيسة ومشتقاتها اللامتناهية ووزنها وخلق علاقات تجاور تتراوح بين التضاد بين الألوان الحارة والألوان الباردة وبين المعتم والمضيء مما يخلق تفاعلا بصرياً منسجماً وعلاقات لونية بصرية قوية في الكثير من اللوحات بينما لا يعير الفنان اهتماما كبيراً للعناصر المتقدمة والعناصر المتراجعة فليس هناك إيهام بالعمق في لوحات الفنان وربما يعود ذلك إلى قلة المعارض التي أقامها الفنان، فبعد 40 سنة وأكثر على بدئه الرسم يأتي معرضه الأول حيث اكتفى بالمشاركات في بعض المعارض الجماعية. يتوقّع المراقبون أن يسهم برنامج الدعم في إكساب المملكة مكانة جديدة كموقع تصوير عالمي للبرامج والأفلام، وبالتالي اجتذاب شركات الإنتاج الدولية والعالمية، وإنعاش قطاع السياحة