أكد التشكيلي السعودي يوسف جاها أن الحراك التشكيلي الذي تشهده الساحة الفنية الآن يظل تقليدياً ما لم تدفعه الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بمبادرة قوية وفاعلة تؤسس مرحلة جديدة قادمة تواكب تطلعات الفنانين التشكيليين محلياً ودولياً. وحول ما تردد عن غيابه عن الساحة الفنية منذ معرضه الشخصي الرابع عام 2005 م الذي أقيم في صالة العالمية بجدة وسر هذا الغياب قال: ليس هناك سر حقيقي لمعنى هذا الغياب عدا الاشتغال بالممارسة التشكيلية , وهو فعل مؤثر جداً وهام لإثراء تجربتي التشكيلية , وممتع أيضاً كحالة تأملية وأضف إلى ذلك ,أن الساحة التشكيلية الآن تفتقد لما هو محرض على التواصل التشكيلي الجاد لغياب الرعاية التشكيلية من الجهات الخاصة ذات الصلة بالتشكيل والموجود الآن قليل وهو يؤدي دوره كاملاً ولكن بحذر. يوسف جاها يعد العدة هذه الايام لمعرضه الشخصي في أستديو رؤية للفنون التشكيلية بمدينة جدة .. عن التجربة الجديدة التي سيقدمها في معرضه القادم يقول: أجد نفسي اليوم أقف وجهاً لوجه أمام تحدٍ حقيقي, أطارد فيه الأثر وأبحث عن أثر ابداعي هنا, ضمن سياق تشكيلي زاهد الخصوصية. والخصوصية هنا تجريد تحمل تبعات الرواد حيث الحديث عنها لها معان وأطر خاصة لتأكيد الهوية الأدائية والتعبيرية المعاصرة وهي لم تكتمل بعد. هذا من وجهة نظري لأن مسيرة التجربة الجادة لا تحد بتاريخ ولا منتج محرض. فحوار الطبيعة وجسد الطبيعة وأخيراً نبض الطبيعة جميعها لا تحمل بدايات أو نهايات ما بعد الأثر. إلا في فضاءات الامكنة ونبض المكان. عن الرؤى الفكرية التي يوظفها جاها في نصوصه البصرية ويسعى من خلالها لإيصالها للمتلقي يعلق بالقول : أنا أقدم أفكاري البصرية من الداخل أريد أن أفسر تناغم الطبيعة وتناقضاتها التي تحيط باللوحة , غير أن هذا الاحساس سرعان ما يتغير عندما تتحاور مع مفردات العمل التي تبدو أحياناً غير مرئية ورقيقة بخطوطها المرنة والحادة أحياناً , وأحياناً أخرى قد أستدعي مفردات من ثقافات أخرى ولكن يبقى العمل في النهاية منتمياً لبيئته المحلية وعلى اتصال بمحيطه الأصلي والحيوي بحيث ترتبط الرؤية لدي بإلهام الثقة التي كونتها ثقافتي ودراستي وتربيتي في صور وأشكال وأثر تنسجم مع الطبيعة. وهنا قد تسكنها الرياح أو قد يشكلها أثر ما أو ضوء يفضحها ويتشكل داخلها أيضاً الفراغ والظل والنور. لعلهما يلتقيان مرات ومرات تتطور أشكال وأشكال وكأننا لم نشاهد العمل الذي كان قبل لحظات ولكنه في النهاية يحاول أن يفسر ذاته ليستعيد نبض المكان والزمان والأثر. يبدي الفنان التشكيلي يوسف جاها إعجابه بإبداعات وتجارب فنية جادة لعدد من التشكيليين السعوديين الشباب ويتمنى لو يتم توظيفها في الاتجاه الصحيح ويقول: هناك تجارب شابة في كل من جدة, والمنطقة الشرقية. لديهم مقومات العمل الإبداعي وتحاول بجد اختراق سقف الاحساس العادي وأرجو أن تُستثمر تجاربهم في الاتجاه الصحيح. يذكر أن الفنان يوسف جاها من مواليد مكةالمكرمة عام 1954م ويحمل درجة بكالوريس في التربية الفنية من جامعة أم القرى (مكةالمكرمة) عام 1983م وأقام أربعة معارض شخصية وله العديد من المشاركات المحلية والدولية وحاز على العديد من الجوائز أبرزها : • الجائزة الأولى. المعرض العام الثالث - الرياض 1979م. • الجائزة الأولى. المعرض العام الخامس - الرياض 1982م. • جائزة السعفة الذهبية في المعرض الدوري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي - الرياض 1989م. • الجائزة الأولى. المعرض السعودي للفن المعاصر العاشر معرض التراث الإسلامي- الرياض 1990م. • الجائزة الأولى. مسابقة ملون السعودية - جدة 1992م. • الجائزة الأولى. مسابقة ملون السعودية - جدة 1997م.