جددت المملكة العربية السعودية أمس، تأكيدها على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولفتت إلى أنها تظل صاحبة الأولوية المطلقة، مشددة على خيار السلام العادل والشامل. وأجمع المؤتمرون في الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية بدول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد السبت بالعاصمة البنجلاديشية دكّا، على التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وشملت بشكل بارز القضية الفلسطينية، ومعاناة أقلية الروهينجا المسلمة. خيار السلام وفي كلمة المجموعة العربية، بالمؤتمر الذي حمل عنوان «القيم الإسلامية للسلام الدائم والتضامن والتنمية»، قال وزير الخارجية عادل الجبير: إن القضية الفلسطينية تظل صاحبة الأولوية المطلقة، مشدداً على الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، وعلى أهمية السلام الشامل والدائم كخيار استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002، والقمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة 2005. وأشار الوزير الجبير إلى أن إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مسمى (قمة القدس) على القمة العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في الظهران يؤكد أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين جميعاً، وأضاف: نؤكد على أهمية دعم الأقليات المسلمة في العالم، وخاصة أقلية الروهينجا في ميانمار، وأنتهز هذه الفرصة لأشيد بالدعم والتضحيات الكبيرة التي تقدمها بنغلاديش في استضافة اللاجئين الروهينجا في أراضيها. وقال الجبير: إن الأزمات تبقى محدودة بقدر توحدنا واتفاقنا على حلها، ونأمل في مواجهة ظاهرتي التطرف والإرهاب، مستذكراً النجاحات التي حققتها الدول الأعضاء في المنظمة في وجه الانتشار غير المسبوق للجماعات المتطرفة والإرهابية، ومعربا عن التطلع بأن يخرج المؤتمر بتوصيات للقضاء على هذه الآفة الخطيرة. تدخلات إيران ولفت وزير الخارجية إلى أنه خلال القمة العربية الأخيرة أدانت الدول الأعضاء بشدة التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتأجيجها للنزاعات الطائفية والمذهبية، ودعمها للإرهاب، كميليشيات الحوثي وحزب الله، كما جددت قمة القدس في الظهران مطالبة إيران بسحب ميليشياتها والعناصر التابعة لها من الدول العربية كافة، والكف عن دعم وتزويد ميليشيات الحوثي الإرهابية بالأسلحة والصواريخ الباليستية الإيرانية المنشأ، والتي يتم توجيهها على المدن السعودية، ومن ضمنها قبلة المسلمين مكةالمكرمة. وفيما يتعلق بالأزمة السورية أكد الوزير الجبير ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة، بما يحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، وينهي معاناته، وبما يحفظ وحدة سوريا، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع القوات الخارجية، والجماعات الإرهابية الطائفية فيها، استناداً إلى إعلان (جنيف 1)، وقرار مجلس الأمن (2254). واختتم وزير الخارجية الكلمة بالتأكيد على التزام الدول العربية بالعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي لتحقيق تطلعات الشعوب الإسلامية في العيش الكريم بأمن ورخاء. أقلية الروهينجا وكانت رئيسة الوزراء في جمهورية بنجلاديش شيخة حسينة، قد افتتحت المؤتمر، وألقت كلمة ركّزت فيها على وضع أقلية الروهينجا، ودعت منظمة التعاون الإسلامي إلى الوقوف وقفة صلبة وتضامنية مع أبناء الأقلية في بحثهم عن الأمن والكرامة، كما طالبت المنظمة بمواصلة الضغط الدولي على السلطات في ميانمار للإيفاء بالمتطلبات المترتبة عليها من أجل حل المشكلة. ومن جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، د.يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته الافتتاحية: إن عامي 2017 و2018، قد شكلا مرحلة شديدة الصعوبة وضعت القضية الفلسطينية على المحك، في ظل عجز دولي غير مسبوق يدفع باتجاه المزيد من التدهور، ورأى في الحل السلمي الشامل والعادل مخرجا أوسع لكثير من القضايا في العالم الإسلامي باعتباره اختبارا لإرادة الدول الأعضاء وعزمها على استثمار وقفتها الجماعية في المحافل الدولية للتحرك وتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، التي تواصلت على مدى أكثر من سبعة عقود. وأضاف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: إن المساحة الواسعة التي تمثلها المنظمة تفرض عليها مسؤوليات جساما لقضايا وملفات عديدة يأتي أبرزها التنسيق المستمر مع الحكومتين الأفغانية والسعودية لعقد مؤتمر دولي للعلماء حول أفغانستان، الذي سيكون انعقاده في المملكة تحولا مهما نحو تجاوز العقبات لمصالحة وطنية ترسخ الاستقرار والأمن في أفغانستان.