ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي أثناء المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين نظيره السعودي حيال أمن المملكة واعتباره من أولويات واشنطن، يؤكد من جديد على الدور الذي تضطلع به واشنطن لضمان أمن واستقرار وسيادة دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة، بحكم ما يربط البلدين الصديقين من علاقات متميزة ومتجذرة من جانب وبحكم اهتمام واشنطن بدعم السلام في المنطقة وإبعاد دولها عن الأخطار التي تهددها من جانب آخر. وهو تصريح يرتبط في واقع الأمر بما تشهده دول المنطقة من تهديدات ايرانية سافرة لأمنها، فقد دأب النظام الايراني على التدخل في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة بما أدى الى مؤشرات واضحة تزعزع استقرار تلك الدول كما هو الحال في القطر السوري، فالتدخل الايراني في شأنه أدى الى اطالة أمد الحرب فيه وأدى الى تدخل تنظيمات ارهابية أخرى في شأنه لتعيث فيه خرابا وفسادا وتدميرا. وكما هو الحال في سوريا فان تزويد الميليشيات الحوثية الارهابية بالصواريخ البالستية من قبل ايران أدى هو الآخر الى زعزعة استقرار المنطقة، حيث ما فتئت تلك العصابات الاجرامية تطلقها على مدن المملكة ومقدسات المسلمين، فالنظام الايراني يشكل خطرا محدقا بدول المنطقة سواء من خلال تدخلاته السافرة في شؤونها أو تزويد أذنابه في اليمن وغيرها بالأسلحة بما فيها الصواريخ البالستية لتحويل المنطقة الى صفيح ساخن يغلي بالتوتر والأزمات والحروب. وقد استشعرت واشنطن أنشطة النظام الايراني وهو الراعي الأكبر للارهاب في العالم، وراعي الارهاب في المنطقة لتهديد أمنها واستقرارها فجاءت تلك المواقف المسؤولة لاحتواء هذا التهديد بضمان الأمن والحد من امتلاك طهران لأسلحة الدمار الشامل ومضاعفة العقوبات على النظام الايراني لانتهاكه القرارات الدولية الخاصة بالصواريخ البالستية ودعمه لظاهرة الارهاب في كل مكان وتدخلاته السافرة في شؤون دول المنطقة. ولا شك أن الأولوية التي طرحها الوزير الأمريكي توضح مدى أهمية الشراكات الثنائية بين الرياضوواشنطن لتنمية المصالح بينهما لاسيما تلك التي أفرزتها الزيارة الناجحة التي قام بها سمو ولي العهد الى الولاياتالمتحدة مؤخرا وقد أدت الى تعميق وترسيخ العلاقات بين البلدين الصديقين من جانب كما أنها أدت الى دراسة أفضل السبل الكفيلة بابعاد دول المنطقة عن المخاطر التي تهدد أمنها واستقرارها من جانب آخر. ويتضح بجلاء من خلال العدوان الحوثي على المملكة بمساندة النظام الايراني أن المملكة مستهدفة من قبل أولئك الارهابيين كما أن حركة التجارة الدولية عبر مياه البحر الأحمر مهددة أيضا، ولا سبيل لانهاء الأوضاع المتفجرة في المنطقة الا بكبح جماح ايران عن تدخلاتها والعمل على تسوية أزمات دول المنطقة لاسيما الأزمتان السورية واليمنية بما يضمن استقرار وأمن وسيادة المملكة وكافة الدول التي ما زالت تعاني الأمرين من شبح أخطار تلك الأزمات.