تعقد القمة العربية الاستثنائية التاسعة والعشرون بالظهران في ظل مرحلة دقيقة وحساسة تمر بها المنطقة العربية، فثمة أزمات عالقة لا بد من معالجتها بحزم كالأزمات اليمنية والسورية والليبية تحديدًا، كما أن دول المنطقة تجابه مخططات ومؤامرات رهيبة تحاك من قبل النظام الإيراني الدموي السادر في غيه بمضيه في دعم وتمويل التنظيمات والجماعات والميليشيات الارهابية لتعيث فسادًا وخرابًا في الأرض كمده الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي مازالت ترسل على المقدسات الإسلامية والمدن بالمملكة. وتلك الأزمات والمخططات تهدد استقرار وأمن وسيادة دول المنطقة، فالملفات المطروحة على طاولة مباحثات القمة لها أهميتها الحيوية والملحة، فالمرحلة التي تمر بها تلك الدول خطيرة للغاية ولا بد لمعالجتها من مخرجات تمهد لوضع اللمسات المهمة والناجعة لحلحلة سائر القضايا الساخنة بالمنطقة، ولا بد من الوصول الى تلك المخرجات بعد أن تشابكت وتعقدت أزمات المنطقة التي لا يمكن حلها إلا باتفاق عربي موحد يضع الأمور في نصابها والنقاط على حروفها. ولا شك أن التدخلات الايرانية السافرة في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة لا تهدد أمنها فقط وإنما تهدد أمن جميع الدول، فإطلاق الميليشيات الحوثية الارهابية للصواريخ الباليستية الايرانية الصنع تجاه المملكة ومقدسات المسلمين هو ناتج عن هذا التدخل السافر والبغيض لبسط النفوذ الإيراني وهيمنته على اليمن وعلى غيره من الدول في محاولة يائسة وعبثية لإقامة الامبراطورية الفارسية المزعومة على حساب مصالح دول المنطقة وشرعيتها وسيادتها. من جانب آخر فإن عملية السلام في المنطقة تمر بأحلك مواقفها، وقد أججت هذه الخطوة الوضع وأدت الى استخدام إسرائيل العنف والقوة المفرطة ضد الفلسطينيين المتظاهرين، وما زال الوضع محتدمًا في الأراضي المحتلة بما يؤكد أهمية دراسة وضع القدس ومصير المفاوضات المعلقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ومصير عملية السلام برمتها. والأمر يقتضي في القمة العربية الاستثنائية بالظهران وضع المسألة الفلسطينية على رأس الملفات المطروحة لا سيما بعد قرار واشنطن نقل سفارتها إلى المدينة المقدسة، إضافة إلى أن القمة مدعوة لدراسة حالة التفكك التي يعانيها الوطن العربي في ظل أزماته الطاحنة التي يمر بها، والبحث في إعادة إعمار ما خلفته الحروب في العراق، وقد أبدت المملكة مرارًا وتكرارًا دعمها المطلق للعراق ودعمها اللامحدود لرأب الصدع العربي وحلحلة سائر الأزمات والمشاكل التي تهدد أمن الأمة العربية واستقرارها وسيادتها وتهدد تطلعاتها المشروعة لصناعة مستقبلها الواعد. وتعقد الشعوب العربية آمالًا كبرى على قمة الظهران الاستثنائية بالوصول إلى قرارات حيوية وحاسمة تنهي حالة التشرذم العربي وتنهي أزمات الأمة العالقة وتدعم الخطوات المباركة التي تقودها المملكة للوصول إلى التضامن العربي المنشود في ظل توجهاتها المشهودة نحو الإصلاحات الكبرى التي اتخذتها ومنحتها الريادة العربية لقيادة شعوب المنطقة نحو تحقيق أمنها واستقرارها وتطلعاتها المأمولة والمنشودة.