نعيش هذه الأيام، بحمد الله، مراحل متواصلة في تنفيذ الرؤية الطموح للمملكة 2030 بمشاريع تنموية عملاقة ترسم بعون الله مستقبلا واعدا لوطننا الغالي. ويعتبر مشروع (القدية)، الذي رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-، حفل وضع حجر الأساس له، يوم السبت بتاريخ 28-4-2018م، من أهم هذه المشاريع الطموحة التي تعكس رؤية التخطيط الطموح للمملكة والتي ترسم المستقبل الواعد للإنسان والمكان. ومن وهنا تبرز أهمية الاستعداد مكانيا وبشريا لمشاريع الرؤية 2030 بتخطيط المكان وتأهيل الشباب بالتعليم بتخصصية دقيقة، ليكون قادرا على تنفيذ تلك المشاريع؛ خاصة في ظل إشارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله -، بأن 70% من مواطني السعودية هم من الشباب. ويكتسب مشروع القدية أهمية خاصة؛ كونه يستهدف الثقافة والترفيه، باعتباره بعداً مهماً من أبعاد التخطيط والتنمية العمرانية الضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات الحضرية والريفية. كما أن المشروع، وبهذه الأهداف، يدعم توجهات المملكة ورؤيتها الحكيمة الهادفة إلى تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع. إن تدشين مشروع القدية يعد من القوى الرئيسية التي تساهم في تطوير التخطيط الحضري والإقليمي لمستوياته المختلفة الوطنية والإقليمية والمحلية وأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من خلال الإستراتيجيات والخطط والسياسات والأنظمة التخطيطية العمرانية، لتحقيق الرؤية 2030 بمحاورها الثلاثة (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح)، وأهدافها ومنها: تنويع مصادر الدخل وتخفيض معدل البطالة من (11.6%) إلى (7.6%)، وتصنيف 3 مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم، ورفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من (20%) إلى (35%) بحلول عام 2030، ورفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من (2.9 %) إلى (6%). إن محاور الرؤية وأهدافها ومشاريع تنفيذها المرسومة تلعب دور القوة الداعمة لتطوير إستراتيجيات التخطيط الحضري والإقليمي؛ كونها تعنى بتوجيه التنمية مكانياً وفق مزايا المناطق النسبية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية لتساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتتكامل مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة الموائل الحضرية الجديدة التي أقرتها الأممالمتحدة. وأخيراً وليس بآخر؛ فإن تنفيذ هذه المشاريع الطموحة لرؤية المملكة 2030 تبشر بتنمية مستدامة تنعم فيها أجيال الحاضر والمستقبل بإذن الله، إذ أن مثل تلك المشاريع تعتبر ذات أثر طويل في التنمية الثقافية والحضارية والعمرانية للمجتمعات. .