استمعت لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي، الخميس، لشهادة أحد أشهر خبراء الإرهاب وتمويله، بشأن تعاون الولاياتالمتحدة مع السعودية والإمارات في مكافحة الإرهاب، فيما شكك حول جدية قطر في تلك الجهود؛ في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة أمريكية مراسلات مسربة تكشف دفع الدوحة مبالغ قدرت بنحو مليار دولار لإرهابيين في العراق. وقدم د. ديفيد واينبرغ في شهادته أمام اللجنة الفرعية للإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تفصيلا وافيا لجهود دول الخليج الملموسة بالتعاون مع واشنطن في هذا السياق. مثيرا الشكوك حول جدية قطر في تلك الجهود، رغم بعض إشارات التحسن نتيجة الضغط عليها منذ قطع جيرانها علاقاتهم معها بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب. وأشاد واينبرغ بالجهود التي تبذلها المملكة والإمارات في مكافحة تمويل الإرهاب، مشيرا إلى أن قدرا من جهود التحالف في اليمن أدت إلى تقليل خطر الإرهاب ومكافحة القاعدة وداعش، في البلد المضطرب نتيجة التدخل الإيراني عبر الحوثيين. ضغط الرباعي وقدم الخبير الأمريكي عرضا للمذكرات الموقعة بين واشنطن ودول الخليج في هذا الصدد، بما فيها بيان جدة في 2014 الذي لم تلتزم به قطر. وأشار في الوقت نفسه إلى أنه بالتزامن مع تلك الجهود، استفاد الإرهابيون في اليمن وسوريا من ملايين الدولارات التي وصلتهم من قطر في شكل «فدية». ولفت أيضا إلى أن الضغط على قطر، بعد قطع المملكة والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها معها العام الماضي، جعلها تسعى لبذل بعض الجهد في هذا الإطار، متطرقا لمذكرة التفاهم التي وقعتها الدوحة مع واشنطن يوليو الماضي لمكافحة تمويل الإرهاب نتيجة ضغط دول الجوار. لكنه أضاف: لم يعلن نص الاتفاقية بموافقة البلدين، ما يجعل من المستحيل تقدير مدى جديتها ومدى التزام قطر بما ورد فيها. وذكر الباحث أن بعض التقارير تشير إلى أن قطر بدأت مؤخرا إعادة محاكمة بعض الشخصيات الشهيرة بتمويل الإرهاب، والموجودة على القوائم الأمريكية وقوائم الأممالمتحدة، رغم أن هؤلاء حوكموا في السابق ولم يعاقب أي منهم. القوائم الأمريكية وكان تقرير الخارجية الأمريكية الذي غطى عام 2016، ورد فيه: لا يزال بإمكان ممولي الإرهاب في هذا البلد استغلال النظام المالي والمصرفي القطري، بمن فيهم شخصيات على قوائم واشنطنوالأممالمتحدة لممولي الإرهاب. من جانبه، أشار ديفيد واينبرغ إلى إصدار قطر وللمرة الأولى قائمة بحظر شخصيات وكيانات إرهابية، لكنه شدد على خلوها من أسماء مدانة دوليا وأمريكيا مثل عبدالرحمن النعيمي وغيره. وأشار إلى أن النعيمي ظهر في حفل عام قبل أسبوعين في حفل زواج نجله بحضور رئيس وزراء قطر، ما يثير الشكوك حول التزام الدوحة بتعهداتها. ومن بين التوصيات التي خلص إليها الباحث في شهادته أمام لجنة الكونغرس استمرار تقديم الولاياتالمتحدة لمصالحها في مكافحة الإرهاب ومنع تمويله، حتى وهي تسعى لحل «الأزمة الخليجية»، في إشارة لموقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر. وركز واينبرغ على توصية منع تقديم الدول فدية لجماعات متطرفة، مشيرا إلى الملايين التي حصل عليها الإرهابيون في سوريا واليمن وحزب الله -فيما يعرف ب(فدية العراق)- من قطر في الآونة الأخيرة. فدية العراق وفي السياق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن تفاصيل جديدة حول تلك الصفقة التي اطلق بموجبها مجموعة من صيادي الصقور القطريين - بمن فيهم أعضاء من الأسرة الحاكمة في قطر - في أواخر نوفمبر 2015، في محافظة المثنى العراقية. وأقرت قطر في وقت سابق بأن عدة دول ساعدتها في تحرير الرهائن، لكنها نفت دفعها أموالا لجماعات إرهابية في إتمام الصفقة، وبعث مندوب قطر لدى واشنطن، مشعل بن حمد آل ثاني، الشهر الماضي، رسالة يدين فيها حديث الصحيفة عن الموضوع، مشددا على عدم دفع نظامه أي فدية. ووفقًا للصحيفة لا تنكر الرسالة أن قطر دفعت المال لإنهاء الأزمة، لكنها تشير إلى أن المستلمين كانوا مسؤولين حكوميين، مستشهدين بمبادرة قطرية غامضة مع العراق، فيما ترسم المحادثات والرسائل التي حصلت عليها الصحيفة صورة أكثر تعقيداً. وأشار التقرير إلى أن مبلغ 360 مليون دولار الذي صودر في مطار بغداد كان موجهاً إلى جماعات متطرفة بجانب الإرهابي قاسم سليماني وبعض المسؤولين العراقيين. المليار دولار وبحسب التقرير، وزع المليار دولار على عدد من الميليشيات والشخصيات المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية، وقال السفير القطري في العراق، زايد بن سعيد الخارين: إن حزبي الله اللبناني والعراقي طلبا أموالا من قطر. وتلقى زعيم ميليشيات حزب الله العراق من قطر 25 مليون دولار، فيما ذهبت 150 مليون دولار أخرى للميليشيات المنضوية تحت الحشد الشعبي. وفقا للصحيفة. وبحسب ما ذكرته «واشنطن بوست»، فإن التبادلات النصية جزء من مجموعة اتصالات خاصة حول أزمة الرهائن التي سجلتها حكومة أجنبية، وتضمنت الاتصالات أيضاً محادثات الهواتف المحمولة وبريد صوتي لأطراف الصفقة السرية. نصيب سليماني ولفتت الصحيفة إلى أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني؛ حصل على 50 مليون دولار خلال الصفقة، في حين بلغ ما دفعته قطر لوسطاء منهم سليماني وزعيم ميليشيا عراقية 150 مليون دولار. وأشارت المراسلات التي نشرتها «واشنطن بوست» أيضا، إلى أن الدوحة دفعت 10 ملايين دولار لوسيط اسمه أبو محمد السعدي. وكشفت الرسائل المسربة ما كتبه سفير قطر في العراق وكبير المفاوضين في قضية الرهينة «أن السوريين، وحزبي الله، اللبناني والعراقي؛ جميعهم يريدون المال، وهذه هي فرصتهم، كلهم لصوص».