نفى ما نشرته هآرتس واستبعد الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة أي حراك سياسي فلسطيني قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة في شهر نوفمبر المقبل. وكانت صحيفة هآرتس الاسرائيلية كشفت الخميس ان الحقوقي اليهودي الامريكي الشهير الان دارشوفيتس اقنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتبني صيغة جديدة بشأن تجميد البناء في المستوطنات من شأنها ان تؤدي حسب اعتقاده الى استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. جاء ذلك خلال لقاء عقده عباس في نيويورك الثلاثاء مع الخبير الامريكي وزعماء من الجالية اليهودية الامريكية.. وعقد الرئيس محمود عباس، امس، اجتماعا مغلقا مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وقالت هأرتس امس لقد جند رجل القانون الامريكي الشهير ألان دارشوفيتس توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على صيغة جديدة لتجميد الاستيطان كفيلة برأيه باستئناف المحادثات الرسمية بين اسرائيل والفلسطينيين وعقد قمة بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وحسب المشاركين في اللقاء الذي عُقد في نيويورك يوم الثلاثاء بين عباس ودارشوفيتس وزعماء يهود آخرين، وعد الرئيس الفلسطيني ايضا بأن يُضمن خطابه يوم الخميس أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة «اعلانا ايجابيا» عن العلاقة الخاصة بين اسرائيل والشعب اليهودي. كما قال عباس ايضا انه وعد الادارة الامريكية ألا يطرح طلبه للاعتراف الدولي على التصويت قبل موعد الانتخابات للرئاسة في 6 نوفمبر المقبل. وادعى اعضاء آخرون في الوفد الفلسطيني أن عباس طلب من الرئيس الايراني احمدي نجاد الكف عن الدعوة الى «محو اسرائيل عن الخريطة»، وبدلا من ذلك الدعوة الى «وضع فلسطين على الخريطة». وفي اثناء اللقاء وافق عباس على الصيغة التي اقترحها دارشوفيتس، وبموجبها سيصل الى المفاوضات «دون شروط مسبقة» وبالمقابل يوافق نتنياهو تجميد المستوطنات طالما استمرت المفاوضات. ووقع عباس على ما سيُسمى لاحقا في يوم من الايام «صيغة دارشوفيتس» الى جانب جملة يتضمنها مقال نشره دارشوفيتس في حزيران في صحيفة «وول ستريت جورنال» واقترح فيها أن «يوافق نتنياهو على تجميد مشروط للمستوطنات: اسرائيل توقف كل البناء في المستوطنات في اللحظة التي تجلس فيها السلطة الفلسطينية على طاولة المفاوضات، ويستمر التجميد طالما استمرت المحادثات انطلاقا من النية الصادقة». قال عباس ايضا انه وعد الإدارة الامريكية ألا يطرح طلبه للاعتراف الدولي على التصويت قبل موعد الانتخابات للرئاسة في 6 نوفمبر المقبل. وادعى اعضاء آخرون في الوفد الفلسطيني أن عباس طلب من الرئيس الايراني احمدي نجاد الكف عن الدعوة الى «محو اسرائيل عن الخريطة»، وبدلا من ذلك الدعوة الى «وضع فلسطين على الخريطة» في ختام حديث جرى في فندق في منهاتن قال دارشوفيتس ل «هآرتس» انه مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه «اذا ما جلس عباس ونتنياهو لاجراء محادثات جدية، فانهما سيجدان بأن مواقفهما أقرب مما يمكن تقديره». ووافق عضو الكونغرس السابق بوب فاكسلر، الذي يشغل اليوم منصب رئيس معهد داني أبرامز للسلام في الشرق الاوسط مع تشخيص دارشوفيتس وقال ان المشاركين في اللقاء أخذوا الانطباع بأن «الفوارق بين الطرفين في المواضيع الجوهرية ليست كبيرة جدا، وبالتأكيد ليست غير قابلة للجسر». دارشوفيتس، المعروف بأنه أحد المدافعين الفاعلين عن اسرائيل في الساحة الدولية، والذي أعرب عن تأييده لاعادة انتخاب الرئيس اوباما، قال انه يرى نفسه كمن يمكنه ان يُشكل «وسيطا نزيها» بين الطرفين، ورفض القول اذا كان سيعرض صيغته على نتنياهو في اثناء زيارته الى نيويورك في نهاية الاسبوع القريب القادم، وإن كان معروفا بأنه على علاقات طيبة مع رئيس الوزراء وانه يعتزم البقاء في نيويورك في اثناء بقاء نتنياهو فيها. وحسب تقارير إسرائيلية أمريكية، فان زعماء يهود بارزين مثل مالكولم هونلاين من مؤتمر الرؤساء، والناشر مورت تسوكرمان، ألغيا مشاركتهما في اللقاء، بناء على طلب مكتب رئيس الوزراء نتنياهو. ولكن خلافا للتقارير في اسرائيل، فان اللقاء نفسه لم يُلغ وشارك فيه نحو عشرة زعماء يهود، بينهم دارشوفيتس وفاكسلر. وعلى حد قول بعض من المشاركين، أبدى عباس في اللقاء لحظات من اليأس قال فيها ان وضع السلطة الاقتصادي يائس، حيث لم تُحول الاموال التي وُعدت بها وينبغي النظر في الغاء اتفاقات اوسلو ويحتمل ان يعتزل الحياة العامة ليقضي وقته مع عائلته في رام الله. وقال فاكسلر ل «هآرتس» انه طُرحت على عباس «اسئلة عسيرة» في اللقاء، وأضاف بأن الرئيس الفلسطيني سيعرض مقالات كتبها بالعربية وبالانجليزية اعترف فيها صراحة بدولة اسرائيل. كما قال عباس انه يقبل الصيغة الواردة في مبادرة السلام العربية من العام 2002 والتي تدعو الى حل «عادل ومتفق عليه» لمشكلة اللاجئين؛ في اللحظة التي تكون فيها حاجة لموافقة اسرائيل، قال عباس، فانه لن يكون له ولسكان الضفة الغربية شك بأن عدد اللاجئين الذين سيُسمح بعودتهم الى منازلهم في اطار التسوية السلمية، سيكون محدودا. وعندما سُئل عن موقفه من الكارثة أشار عباس الى انه أمر السفراء الفلسطينيين بالمشاركة في الاحتفالات لاحياء الكارثة اليهودية، وقال «أعرف انه كانت كارثة». وأشار فاكسلر الى ان عباس كرر التزامه بدولة فلسطينية مجردة من السلاح، ترتيبات امنية كما تبلور في العام 2008 من قبل الجنرال الامريكي جيمس جونز ووجود قوة دولية ذات صلاحيات تنفيذية في مواضيع الامن. وقال ان لاسرائيل والفلسطينيين «مصالح مشتركة» في مواضيع الامن بما فيها منع تسلل الاجانب عبر الحدود. وأضاف فاكسلر بأن عباس أعرب عن أمله في ان يتمكن من العمل في الاشهر القريبة القادمة مع الادارة الامريكية لفحص جهد اضافي، لعله أخير، لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. «لقد بدا هذا كأحد ما يستعد لاطلاق آخر أنفاسه»، قال أحد المشاركين الذي طلب عدم ذكر اسمه. في المقابل يلقي «ابو مازن» الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت القدسالمحتلة كلمة هامة حول نتائج الجهود السياسية والدبلوماسية في مسيرة تحقيق عضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدة. وقال كبير المفاوضين صائب عريقات «استغرب حديث البعض عما اذا كان الرئيس سيطلب تصويتا او لا يطلب تصويتا على عضوية الدولة». وأوضح وهو يستغرب طرح هذا الموضوع الان بقوله «لقد قدم الرئيس طلب العضوية لامين عام الاممالمتحدة بان كي مون في شهر سبتمبر من العام الماضي كما على الذين يتحدثون عن هذا الموضوع ان يعرفوا ان تقديم العضوية يتم عبر مجلس الامن وليس عبر الهيئة العامة أي ان الامر قد تم، وفي ذلك يجب ايضاح ثلاث نقاط ليعرف اهلنا في الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وغزة وجنين وكل المدن الفلسطينية حقيقة ما يجري خلال ال24 ساعة القادمة: أولا: ان فلسطين تستحق طلب العضوية عند تقديمها، والمرحلة الثانية هي التشاور مع المجموعات الجيوسياسية في الاممالمتحدة.اما في الجمعية العامة فلا يوجد تقديم طلبات بل ان ما نفعله الان هو مشروع قرار ومشروع القرار له اصوله الدبلوماسية ومعروف في تجارب الاممالمتحدة كوريا الشمالية وكرويا الجنوبية، المانياالشرقية، والمانياالغربية وغيرها. ثانيا: رفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو وهي التي نحن بصددها الان، فاليوم تبدأ المشاورات بين نبيل العربي كأمين عام لجامعة الدول العربية ومجموعة الاتحاد الاوروبي والمجموعة الافريقية وهكذا، لتأكيد دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية.وما هو مؤكد ان فلسطين ستحصل على اصوات ما بين 150 و 170 دولة وهو انجاز عملت عليه القيادة منذ سنوات ولا يحتاج الى اعادة نقاش الان او طرح اسئلة. وما حدث في اليونسكو قبل اشهر كان نقلة نوعية حيث صوتت معنا 11 دولة اوروبية من اصل 27 في الاتحاد الاوروبي ونحن الان في هذه المرحلة وليس في المرحلة الاولى اذا كنا نطلب تصويت او لا نطلب تصويت. ثالثا: ان اعتراف الدول بفلسطين شأن سياسي ثنائي لكل دولة مع فلسطين ولا يحتاج الرئيس الى ان يذهب الى الاممالمتحدة ويطلب الاعتراف اثناء الاجتماع وهو ما فعلناه في البرازيل والأرجنتين وغيرها في السنوات الماضية. واضاف «اذا الرئيس سيثبت رسميا ان فلسطين دولة تحت الاحتلال أي ان كل دولة في الاممالمتحدة ستعرف من الان فصاعدا ان فلسطين دولة زميلة لها تحت الاحتلال وان اسرائيل ستصبح سلطة احتلال رسمي على ارض دولة اخرى وتسيطر على شعب دولة اخرى زميلة في الاممالمتحدة ومن الان فصاعدا لن تستطيع اسرائيل ان تدعي ان فلسطين ارض متنازعا عليها».