نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن السفير الأميركي في تل أبيب جيمس كانينغهام قوله في لقاء مغلق مع سفراء الاتحاد الاوروبي لدى إسرائيل إن الإدارة الأميركية تخشى من "تفجر" المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الأيام القريبة حيال الطريق المسدود الذي بلغته المفاوضات "وتحصّن كل من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في مواقفه". ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين اوروبيين اطلعوا على ما دار في الاجتماع قولهم إن كانينغهام أكد أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً كبيرة على الجانبين ليجدا حلاً لمشكلة البناء في المستوطنات مع انتهاء فترة تعليقه، الأحد المقبل، وأنها لم تقدم بعد أية صيغة توفيقية "وسنقدمها فقط في حال طلب منا الطرفان التدخل". وقال أحد السفراء المشاركين إن السفير الأميركي بث الانطباع بأن المفاوضات لن تصمد حتى نهاية هذا الأسبوع، فيما قال آخر إن السفير نقل صورة حقيقية عن سير المفاوضات "ولم يكن متشائماً علة وجه الخصوص". في غضون ذلك قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في محادثة عبر الفيديو مع مئات من قادة المنظمات اليهودية الأميركية إنه يتوقع من الفلسطينيين أن لا يتركوا طاولة المفاوضات بسبب مسألة تجميد البناء الاستيطاني. وقال إن إسرائيل رفضت الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات "ولا يعقل أن يعود الفلسطينيون لطرحها بعد خمس دقائق على بدء المفاوضات". وكرر نتانياهو شروطه من الفلسطينيين وقال إنه يطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) بأن يعلن على الملأ بأن إسرائيل دولة قومية لليهود. وأضاف أن إسرائيل تصر على أن يضمن أي اتفاق للسلام بقاء قواتها العسكرية على الحدود الشرقية (في غور الأردن) ولوقت طويل، "حيال احتمال تجدد الجبهة الشرقية ضد إسرائيل أو على خلفية تغييرات داخلية في السلطة الفلسطينية"، في تلميح إلى إمكان سيطرة "حماس" على الضفة الغربية. وقال إن بقاء الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة لا يعني مساساً بالسيادة الفلسطينية، "مثلما لا يعني وجود قوات أميركية في المانيا واليابان وكوريا الجنوبية مساساً بسيادة هذه الدول". وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز التقى أمس في نيويورك رئيس السلطة الفلسطينية وطالبه بعدم تفجير المفاوضات بداعي أن أمامه فرصة "لتكون زعيما يصنع التاريخ وتقيم دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل". وأضاف بيريز أنه يمكن ايجاد حلول جديدة وخلاقة لمشكلة البناء في المستوطنات "لكن لا يمكنك أن تطالب نتانياهو بالقيام بأمور لا يقدر عليها من ناحية سياسية داخلية. نتانياهو مستعد لمبدأ دولتين للشعبين ومستعد للتوصل إلى اتفاق تاريخي..لا تفوت الفرصة لتصنع أنت أيضاً تاريخاً". وسبق الاجتماع لقاء بين رئيسي طاقمي المفاوضات الإسرائيلي اسحاق مولخو والفلسطيني صائب عريقات في نيويورك بحضور الموفد الأميركي الخاص جورج ميتشل لبحث إمكان التوصل إلى حل وسط حول مسألة البناء، وربما لترتيب لقاء آخر بين نتانياهو وعباس. في غضون ذلك أعلن النائب من حزب "ليكود" اوفير اكونيس ان نتانياهو كلّفه إعداد مشروع قانون "الاستفتاء العام" لطرحه للتصويت في الكنيست يقضي بأن يتم طرح أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين لاستفتاء عام. وقال اكونيس ان الغرض من الاستفتاء ليس عرقلة الاتفاق أو تقدم المفاوضات "إنما نظراً لحساسية الموضوع في نظر الإسرائيليين". من جهتهم رأى نواب من المعارضة أن نتاينياهو يكبل يديه من خلال إخضاع أي اتفاق يتم التوصل إليه لاستفتاء عام، فيما أشار مراقبون إلى أن أي اتفاق يشمل "تنازلات" إسرائيلية لن يحظى بدعم الإسرائيليين المتجهين منذ سنوات نحو مواقف متشددة من الفلسطينيين.