عززت تقارير صحافية إسرائيلية متطابقة أمس التقديرات بأن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يعتزم استئناف تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية لأشهر عدة بهدف إتاحة استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. ونقل عن الرئيس شمعون بيريز قوله في لقاءات مغلقة عن تقديره بأن يوافق نتانياهو على استئناف التجميد. وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن يهوديين أميركيين بارزين هما رجل الأعمال داني أبراهام المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وعضو الكونغرس السابق روبرت فاكسلر، التقيا نتانياهو الأسبوع الجاري وحضاه على المساهمة في دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن أبراهام يعتبر من أشد اليهود الأميركيين المتحمسين لمبادرة السلام العربية، بينما يعتبر فاكسلر أحد القريبين من الرئيس باراك اوباما. وتابعت أن الرجلين محسوبان على اليسار السياسي في الولاياتالمتحدة وفي إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مصدر التقى الشخصيتين الأميركيتين قوله إن زيارتهما تندرج في إطار مساعي الخروج من الطريق المسدود الذي آلت إليه العملية السياسية وتقديم اقتراحات للتقدم. وأضاف المصدر أنه على رغم أن الرجلين لا يقومان بالزيارة بتكليف مباشر من اوباما أو من كلينتون، إلا أنهما قبل توجههما إلى تل أبيب تلقيا ايجازاً من مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية، كما أنهما أطلعا البيت الأبيض على نتائج اجتماعاتهما مع بيريز ونتانياهو. ووفقاً للمصدر ذاته، فإن الرسالة التي تلقاها نتانياهو من الضيفيْن هي أن اوباما مصرّ على أن يدفع العملية السياسية قدماً وأنه سيعاود الاهتمام بهذا الملف بعد الانتخابات النصفية للكونغرس الثلثاء المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن ابراهام وفاكسلر توجها بعد اجتماعهما بنتانياهو إلى رام الله والتقيا الرئيس محمود عباس ويفترض أن يكونا نقلا رسالة من نتانياهو. وأضافت أنه في لقائهما بيريز استمعا منه إلى خيبة أمله «بل إحباطه» من سلوك نتانياهو. وكان مكتب نتانياهو أصدر مساء أول من أمس بياناً رد فيه على تصريح الرئيس عباس أن ثمة خيارات أخرى متاحة أمام الفلسطينيين، غير المفاوضات، مثل التوجه إلى الولاياتالمتحدة أو مجلس الأمن لنيل دعمهما للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967». وجاء في بيان نتانياهو ان «إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين التزام تعهداتهم في ما يتعلق بإجراء مفاوضات مباشرة جدية ومن دون شروط مسبقة»، محذراً من أن «أي محاولة من طرفهم للالتفاف على المفاوضات المباشرة، مثل التوجه إلى الهيئات الدولية، لن تدفع عملية السلام الحقيقية إلى الأمام». وأضاف أن «السلام الثابت والمضمون للشعبين يمكن إحرازه من خلال المفاوضات المباشرة، وأنا آمل في أن نعود قريباً إلى هذا المسار بالقوة كاملة». وأطلق نتانياهو تصريحات مماثلة في لقائه السيناتور الأميركي جو ليبرمان بقوله إن إسرائيل ترغب من خلال المفاوضات المباشرة والجادة مع الفلسطينيين في أن تتقدم نحو «اتفاق إطار» مع السلطة الفلسطينية، «وبموازاة ذلك، نرغب في أن نحقق تسوية سلمية إقليمية أوسع نطاقاً مع دول أخرى في العالم العربي... لكن من أجل القيام بذلك كله، لا بد من التغلب على العقبة الحالية التي يضعها الفلسطينيون». المغرب يلغي لقاءات مع رئيس الكنيست على صعيد آخر، أفادت الصحيفة أن رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين (ليكود) واجه حرجاً كبيراً لدى وصوله إلى الرباط أمس عندما تم تبليغه إلغاء كل اللقاءات التي كان من المقرر أن يعقدها مع مسؤولين مغربيين، بينهم وزير الخارجية ورئيس البرلمان المغربي، على هامش مؤتمر لبرلمانيين من 25 دولة في الشرق الأوسط الذي يعقد في المغرب.