قالت مصادر المعارضة الليبية المسلحة: إن غارات جوية استهدفت الخميس مطار بلدة البريقة في شرق البلاد وموقعا لها في بلدة اجدابيا المجاورة. وقال ضباط وجنود في صفوف المعارضة أيضا إنه تم إجبار قوات معمر القذافي على العودة إلى بلدة راس لانوف التي يوجد فيها ميناء نفطي كبير آخر وتقع على بعد 600 كيلومتر شرقي طرابلس بعد يوم من صد هجوم بري شنته كتائب الموت الحكومية على البريقة. قوات المعارضة في اجدابيا الأربعاء إثر صدها هجوما قذافيا AFP وتحدث النقيب في المعارضة بشير عبد القادر عن غارات جوية شنت في البريقة عند المطار وفي اجدابيا واستهدفت قوات المحتجين عند البوابة الغربية. وعزز المحتجون الليبيون المسلحون بقاذفات الصواريخ والأسلحة المضادة للدبابات والدبابات دفاعاتهم في اجدابيا أمس لصد أي هجوم جديد لقوات القذافي. وأظهر بعض الجنود المحتجين حماسة تفوق الخبرة في استعمال الأسلحة والقتال أو معرفة طريقة استخدام الأسلحة الأكثر تقدما كما بدوا عازمين على الاحتفاظ بسيطرتهم على اجدابيا حيث يوجد مستودع لأسلحة الجيش. وقصف أنصار القذافي اجدابيا جوا يوم الأربعاء ودخلت قوات برية البريقة المطلة على البحر المتوسط والتي يوجد بها ميناء نفطي كبير على بعد نحو 780 كيلومترا شرقي طرابلس لكن تم صد الهجوم بسرعة. وعند أحد مداخل اجدابيا عمل المحتجون أثناء الليل على تعزيز الدفاعات وتجهيز المزيد من قاذفات الصواريخ والأسلحة المضادة للدبابات والطائرات وجهزوا أيضا ثلاث دبابات. وشهدت البريقة الأربعاء معارك عنيفة وتعرضت للقصف مرات عدة في وقت لاحق من المساء وسقط 12 قتيلا بحسب مصدر طبي. وإزاء تلك الأوضاع، دعت المعارضة في بنغازي، مركز الانتفاضة الشعبية (1000 كلم شرق طرابلس)، الأممالمتحدة إلى شن ضربات جوية ضد "مرتزقة" يستخدمهم النظام. ويرى مراقبون أن الأسرة الدولية تريد مساعدة الثوار في ليبيا لكنها تدرك العواقب السلبية التي يمكن أن يترتب عليها تدخل كبير من جانبها، تجد نفسها أمام هامش مناورة ضيق للغاية. وفي تطور مثير، أعلنت هولندا أمس أن قوات القذافي أسرت 3 من جنودها ومدنيين اثنين خلال عملية إجلاء من ليبيا يوم الأحد. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اوتي بيكسما ان "ثلاثة رماة في البحرية الهولندية ومدنيين اثنين أسروا من قبل عسكريين ليببيين مسلحين عند فشل عملية إجلاء" في سرت مؤكدا بذلك نبأ كشفته صحيفة "دي تلغراف" الهولندية. وأضاف المصدر: إن الليبيين سلموا سفارة هولندا في ليبيا المدنيين وهما هولندي واوروبي آخر لم تكشف جنسيته غادرا البلاد بعد ذلك. وقال بيكسما: إن الجنود الهولنديين هوجموا بعدما حطت مروحيتهم. وأضاف: "أجرينا اتصالات مباشرة معهم"، رافضا كشف مكان احتجازهم. إلا أنه أكد أنهم "في وضع جيد على الرغم من الظروف". وأوضح أن "مشاورات دبلوماسية مكثفة تتواصل مع السلطات الليبية". أظهر بعض المحتجين في شرق ليبيا حماسة تفوق الخبرة في استعمال الأسلحة والقتال كما بدوا عازمين على الاحتفاظ بسيطرتهم على اجدابيا حيث يوجد مستودع لأسلحة الجيش. وعند أحد مداخل اجدابيا عمل المحتجون أثناء الليل على تعزيز الدفاعات وتجهيز المزيد من قاذفات الصواريخ والأسلحة المضادة للدبابات والطائرات وجهزوا أيضا عدة دباباتوكان عناصر البحرية والمروحية متمركزين على الفرقاطة الهولندية ترومب. والسفينة التي كان يفترض أساسا أن تتوجه إلى قبالة سواحل الصومال في إطار عملية مكافحة القرصنة غيرت مسارها في 24 شباط/فبراير للتوجه إلى السواحل الليبية. وذكرت صحيفة "دي تلغراف" أن فشل عملية الإجلاء وأسر الجنود الهولنديين لم يعلن عنهما سابقا لأسباب أمنية. وقد أطلقت عدة دول في الأيام الماضية عمليات إجلاء واسعة لرعاياها الذين لا يزالون في ليبيا. وقالت بريطانيا أمس: إنها تتحقق بشكل عاجل من تقارير إعلامية ذكرت أن أبا لسبعة أبناء من مانشستر قتل بالرصاص في ليبيا. ونقلت تقارير إعلامية عن أصدقاء لخالد عطاردي من منطقة والي رينج في مانشستر قولهم: إنه قتل في ميناء البريقة النفطي الأربعاء. وقالت وزارة الخارجية البريطانية: إنها على علم بالتقارير وإنها تحقق بشكل عاجل فيها. وقال أقارب: إنه سافر إلى ليبيا الأسبوع الماضي لمساعدة أقارب له محاصرين في الاضطرابات. وقالت ناندي هاندي وهي صديقة مقربة من أسرة عطاردي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي): أنا مصدومة. كل الأطفال يبكون. ولا يصدق أحد الأمر. الأمر كله ظلم هذا مريع.