ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يوسبريدس" (قورينا سابقا) ان طائرة حربية قصفت امس مدينة البريقة بشرق ليبيا بعد يوم من شن القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافي هجوما بريا وجويا على المدينة تصدى له المعارضون لحكمه. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان من البريقة قولهم" سمع دوي الطائرة ثم وقوع انفجار ثم رأينا حفرة بالأرض". وأضافوا أن الانفجار وقع قرب جامعة لهندسة البترول على بعد نحو كيلومترين من المدينة التي تضم منشات نفطية. وكانت تقارير صحافية ليبية ذكرت ان 24 شخصا قتلوا الأربعاء في مواجهات بين مؤيدي الزعيم الليبي معمر القذافي ومعارضيه في منطقة البريقة بشرق البلاد. واستهدفت غارة جوية امس مدينة البريقة (شرق ليبيا) الخاضعة لسيطرة المتمردين، حسبما اعلن سكان محليون وذلك غداة مواجهات بين المعارضين وقوات موالية للنظام اسفرت عن مقتل 12 قتيلا على الاقل. وصرح فتاح المغربي المسؤول عن التموين في مستشفى البريقة لوكالة فرانس برس "قبل ساعتين تقريبا القت مقاتلات حربية قنبلة بين شركة النفط والمنطقة السكنية". واضاف "لم تقع اصابات على حد علمي". وقال محمود الفخري وهو معارض يقف حارسا على مشارف اجدابيا (70 كلم شرق) لوكالة فرانس برس انه سمع ايضا عن غارات جوية جديدة على البريقة امس. وقال المغربي ان 12 شخصا قتلوا في البريقة الاربعاء من بينهم تسعة معارضين وثلاثة من انصار القذافي. واضاف ان "احد هؤلاء الثلاثة كان يحمل هوية من النيجر بينما الاثنان الاخران افريقيان اسودان لا يحملان اوراقا ثبوتية". وكثف محتجون ليبيون مسلحون بقاذفات صواريخ ومدافع مضادة للدبابات وطائرات ودبابات من دفاعاتهم عند بلدة اجدابيا في شرق البلاد امس لصد أي هجوم جديد من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بعد يوم من الغارات. وأبدى بعض الجنود المنشقين قدرا من الحماسة يفوق كثيرا خبرتهم في التعامل مع الأسلحة مع معاناتهم في استكشاف كيفية استخدام أسلحة أكثر تقدما وهم عازمون على التمسك بأجدابيا التي تضم مستودعا للأسلحة. وقصفت القوات الموالية للقذافي أجدابيا من الجو الأربعاء وتوقفت القوات البرية عند البريقة وهي بلدة واقعة على البحر المتوسط وبها مرفأ للنفط وتقع على بعد نحو 780 كيلومترا إلى الشرق من طرابس. وتم صد الهجوم على الفور. وعند أحد مداخل أجدابيا واصل المحتجون العمل طوال الليل لتعزيز الدفاعات فأضافوا قاذفات صواريخ وأسلحة مضادة للدبابات ومدافع مضادة للطائرات. كما أنهم استعانوا بثلاث دبابات. وقال المقاتل ادريس عبد الواحد مبتسما وهو يرفع يديه إلى السماء (42 عاما) "الحمد لله أن لدينا أسلحة." وقال مقاتل آخر إنه تلقى تدريبا استغرق أربعة أيام على استخدام المدفع المضاد للطائرات. في حين كان يجد آخر صعوبة في حشو سلاحه بالرصاص بينما كان يعاني شاب من ثقل حزام الرصاص. وواجه جيش الزعيم الليبي معمر القذافي امس قوة معارضة تزداد تنظيما وثقة وتطالب بدعم دولي كما تتطلع إلى نقل نجاحاتها العسكرية غربا تجاه العاصمة طرابلس. ومع احتدام القتال بين أنصار القذافي والمحتجين الذين يسيطرون على قطاعات من ليبيا قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية إن خطة سلام اقترحها الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز قيد البحث. وقال موسى لرويترز عبر الهاتف امس"اخطرنا بخطة الرئيس تشافيز لكنها لا تزال قيد البحث. تشاورنا مع عدد من الزعماء ." ولم يحدد مهلة للموافقة على الخطة. وعندما سئل موسى عما إذا كان القذافي قد قبل الخطة قال موسى "لا أعلم. كيف يمكنني أن أعلم هذا؟" وتراجعت أسعار النفط مع ترقب المستثمرين لخطة سلام محتملة تهدف لإنهاء أزمة ليبيا. وانخفض سعر مزيج برنت 53 سنتا إلى 115.82 دولارا للبرميل. وكانت قناة الجزيرة الاخبارية الفضائية قد قالت إن موسى والقذافي وافقا على خطة تشافيز التي ستشمل بعثة وساطة من امريكا اللاتينية واوروبا والشرق الاوسط إلي ليبيا سعيا الي حل سلمي بين القذافي والقوات المناهضة لحكمه. ودعا المحتجون في معقلهم الشرقي بمدينة بنغازي إلى غارات جوية بدعم من الاممالمتحدة لوقف هجمات مرتزقة أفارقة يقولون إن القذافي يستخدمهم ضد شعبه. وتسببت الانتفاضة وهي الاعنف حتى الآن في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في حدوث أزمة إنسانية خاصة على الحدود الليبية التونسية حيث يحاول عشرات الالاف من العمال الاجانب الفرار من القتال في ليبيا. وشنت قوات حكومية تدعمها طائرات هجوما وفرضت سيطرتها لفترة مؤقتة على البريقة التي تقع على بعد 800 كيلومتر شرقي طرابلس. وقال ضباط منشقون انضموا للمحتجين إن قوى المعارضة استعادت السيطرة على البلدة التي يسيطرون عليها منذ نحو أسبوع. وأضافوا أنهم مستعدون للتحرك غربا تجاه العاصمة إذا رفض القذافي ترك السلطة. وقال القذافي في كلمة أمام حشد من أنصاره في طرابلس نقلها التلفزيون الليبي على الهواء مباشرة إن حربا دامية ستدور وإن الآلاف من الليبيين سيموتون إذا تدخلت الولاياتالمتحدة أو حلف شمال الأطلسي. وأضاف أنه مستعد لتوزيع أسلحة على مليون أو مليوني أو ثلاثة ملايين شخص وأن فيتنام أخرى ستبدأ. وقال ساكن في طرابلس ومعارض للقذافي رفض ذكر اسمه لرويترز " سيصمد القذافي لفترة ما. لن يكون من السهل أن تواجه مجموعة غير مسلحة قوات مسلحة بشكل جيد مستعدة لاطلاق النار على شعبها." وبدا أن الهجوم على البريقة هو اكبر عملية عسكرية يقوم بها القذافي منذ أن اندلعت الانتفاضة في منتصف فبراير - شباط وسببت مواجهة تقول واشنطن إنها قد تنزلق إلى حرب أهلية طويلة ما لم يتنح القذافي. وقال شهود إن الهجوم كانت تدعمه أسلحة ثقيلة وغارات جوية. وأضاف شاهد أن قوات القذافي تبعد عن مركز البلدة مسافة كيلومترين أو ثلاثة وأن هناك بين 300 و350 محتجا متمركزين في مطار لصناعة النفط على مشارف البريقة. وفي بنغازي دعا المجلس الوطني الليبي الذي شكله المحتجون الى توجيه ضربات جوية. وقال عبد الحفيظ غوقة وهو متحدث باسم المجلس إنه يدعو لشن هجمات محددة على معاقل المرتزقة لكنه أضاف أن هناك معارضة قوية لوجود أي قوات أجنبية على الارض الليبية وأن هناك فرقا كبيرا بين هذا وبين الضربات الجوية الاستراتيجية. وفي رد على تلميحات غربية بأن المعارضة الليبية بحاجة للتوحد لتسهيل اتصال المحتجين بالقوى الخارجية قال غوقة ان مصطفى عبد الجليل وهو وزير سابق للعدل سيتولى رئاسة المجلس الوطني الانتقالي الذي سيتألف من 30 عضوا وسيكون مقره في بنغازي في الوقت الراهن لكنه سينقل في وقت لاحق الى طرابلس. وقال نائب سفير ليبيا في الاممالمتحدة وكان من أوائل الدبلوماسيين الليبيين الذين انشقوا عن القذافي إن المنظمة الدولية قد تدعم قرارا بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا إذا طلب المجلس الوطني الليبي هذا رسميا. والحكومة الامريكية حذرة من فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وأشارت إلى وجود مخاوف دبلوماسية وعسكرية لكنها حركت سفنا حربية إلى البحر المتوسط.