أعلن حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق في مصر، ميلاد التيار الشعبي من قلب ميدان عابدين وسط العاصمة المصرية القاهرة، وذلك من خلال مؤتمر احتشد فيه كثير من شباب الثورة وحضره عدد من الشخصيات العامة مثل الاعلامي حمدي قنديل والدكتور أحمد حرارة وكيل مؤسسي حزب الدستور والناشط الحقوقي جورج اسحاق والناشط اليساري كمال خليل والكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل وبحضور عدد من مصابي الثورة. ويسعي حمدين صباحي من خلال التيار الشعبي إلى منافسة التيارات الإسلامية حتي لا تنفرد بجميع السلطات. ويضم التيار الشعبي حملة حمدين صباحى، وحزب الكرامة إلى جانب عدد من الشخصيات العامة، ويسعى إلى تشكيل تحالفات انتخابية لمختلف القوى المدنية يشارك بها فى جميع الانتخابات القادمة، ولم يقتصر نشاط التيار على السياسة وفقط، بل من المقرر أن يتوسع عمله ليشمل تقديم خدمات اجتماعية ومشاريع تنموية على شاكلة بنك الفقراء. وأعلن صباحى أنه لن يتولى أى مناصب تنظيمية بالتنظيم، وسيكتفى بأن يكون زعيما فقط للتيار، وأن 50 بالمائة من المقاعد التنظيمية داخل التيار ستخصص لشباب تحت سن ال40. بينما تم تفتيت أصوات التيارات الليبرالية بين عدد من الأحزاب والتكتلات يجب على التيار الشعبي وتحالف الأمة المصرية التعلم من أخطاء الماضي. أكد صباحي أن تحالف الأحزاب المدنية خطوة مهمة في الحفاظ علي مدنية الدولة ومنع التيارات الاسلامية من تحويلها لدولة دينية. الدستور باطل وقال حمدين صباحي خلال كلمته بمؤتمر تدشين التيار أمام قصر عابدين، إننا أخطأنا كتيارات مدنية ووطنية بعدم التحالف من قبل، وسنناضل من أجل كل المصريين، حتى تتكافأ الفرص بين جميع المصريين على السواء . ووجه الناشط اليساري كمال خليل رسالة إلى الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وإلى جماعة الإخوان المسلمين قائلا "دستوركم باطل" لأن دستور المصريين لا ينفصل عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. مطالبا الإخوان بالافراج عن المعتقلين وعدم فرض قانون الطوارئ مرة أخرى. وأضاف خليل: إن جماعة الاخوان المسلمين عليهم محاكمة مبارك ورجال نظامه محاكمة عادلة وكتابة دستور الثورة بحيث يضمن حقوق البسطاء من هذا الشعب. مدنية الدولة وأكد عدد من الخبراء السياسيين، أن تأسيس التيار الشعبي يمنع فصيلا معينا من الهيمنة على جميع السلطات في الدولة ومنع سيطرة تيارات الإسلام السياسي علي البرلمان المقبل، كما حدث في الانتخابات السابقة. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع ، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن التيار الشعبى وغيره من التيارات التى ظهرت مؤخرًا على الساحة السياسية تأخذ الطابع المدني وتستهدف مواجهة تيار الإسلام السياسي الذى سيطر على الحياة السياسية فى مصر. وأضاف ربيع فى تصريحات ل"اليوم" ، إن تيار الإسلام السياسي وعلى رأسه الإخوان منظم جدًا وهذا هو سبب فوزه فى الانتخابات البرلمانية الماضية، بينما تم تفتيت أصوات التيارات الليبرالية بين عدد من الأحزاب والتكتلات ويجب على التيار الشعبي وتحالف الأمة المصرية التعلم من أخطاء الماضي. مؤكدا أن تحالف الأحزاب المدنية خطوة مهمة في الحفاظ علي مدنية الدولة ومنع التيارات الاسلامية من تحويلها لدولة دينية. وأكد جمال زهران - رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس- أهمية تأسيس التيار الشعبي لمواجهة تيار الإسلام السياسي ومنع فصيل سياسي معين من الانفراد بالسلطة وتكرار وجود نظام استبدادي مثل نظام مبارك وقال زهران - في تصريحات ل"اليوم"، إن توحيد القوى المدنية سيجنب البلاد شرور عدم الاستقرار، ويقودها إلى وحدة الأمة وتجنب ثورة جديدة، بالإضافة إلى دفع البلاد إلى مرحلة جديدة من التطور الديمقراطي. وكان للدكتور محمد الجوادي الخبير السياسي، رؤية مخالفة حيث رأى أنه لابد أن يتخلى حمدين صباحى عن ارتداء عباءة عبدالناصر واتخاذ الحقبة الناصرية نموذجا يسير على خطاه، حتى يتمكن من استقطاب أعداء الحقبة الناصرية إليه، مما يزيد من شعبيته فى الشارع، مستدركا: «إصرار صباحي على ارتداء ثوب عبدالناصر والناصرية سيخسره كثيرا، وسيؤثر على شعبيته وفرصة فوزه فى الانتخابات الرئاسية القادمة بما ترتبط هذه الفترة فى أذهان البعض بعدد من الممارسات الأمنية القمعية على حريات العامة والديمقراطية".