هل يمكن لنا أن نعد أمسية أدبي الشرقية الليلة لفتة تجاه كاتبة ورائدة من رائدات الثقافة والكتابة النسائية في هذا الوطن ،أبدعت أكثر من ثماني روايات ومجموعة متنوعة من الكتب؟. يمكن لنا أن نقول ذلك ولكن جاءت اللفتة متأخرة ..ربما الظروف التي رحلت خلالها الكاتبة حالت دون الانتباه إلى رحيلها وربما أشياء أخرى ليس هذا موضع الوقوف أمامها ، ولكن سيبقى الأمل قائما في استعادة دور وإبداع صفية عنبر التي رحلت في صمت وأيضا إضاءة إبداعها ودورها بعد أن غيب الموت أخت لها عملت أيضا في الإعلام وكان لها كتاباتها ومقالاتها في (اليوم) في السبعينيات والثمانينيات ..ولا يتذكرها أحد . صفية عنبر التي عاشت بعيدا عن الأضواء في اضاءة سريعة على حياتها نلمح الى أنها نشأت في بيت فكر وثقافة فوالدها هو الأديب عبد الحميد عنبر أول من أدخل الترجمة إلى الصحافة السعودية وأول من أسس ناديا أدبيا في المدينةالمنورة، سمي حينها ب (نادي المحاضرات) مع آخرين ،وله بعض المؤلفات التي طبعتها مؤخرا اثنينية الخوجة وأهدتها الى ابنته صفية قبل رحيلها. هذا جانب من جوانب حياة صفية عنبر الكاتبة والمبدعة وبقيت هناك جوانب أخرى كثيرة تستحق الاضاءة فهل نشهد اضاءات على جوانب ابداعها وحياتها الثقافية وهي التي حاولت قبل مرضها أن تستعيد ذكرى وابداعات اختها الراحلةتزوجت عنبر من رجل معرفة وعلم هو عبد العزيز التركي الذي ساهم في فتح مجالات المعرفة لها ،وفي لندن تفتحت أطر الثقافة والفكر أمامها حين انتقل زوجها للعمل هناك ملحقا ثقافيا . بدأت عنبر الكتابة واستمرت في الإبداع فكانت روايتها الأولى (عفواً يا آدم)، الصادرة في القاهرة عام 1986م، وتوالت أعمالها الادبية والابداعية اضافة الى مقالاتها التي نشرت في العديد من الصحف منها «الشرق الاوسط» و»اليوم».لنشهد (وهج من بين رماد السنين)، عن الدار العربية للموسوعات عام 1988م، و(افتقدتك يوم أحببتك)، عن مطابع الأهرام عام 1995م، و(جمعتنا الصدفة وفرقتنا التقاليد)، عن مطابع الأهرام عام 1995، و(أنت حبيبي لن نفترق.. معاً إلى الأبد)، عن دار الراوي عام 1999م، و(باسمة بين الدموع) 2001وغيرها. هذا جانب من جوانب حياة صفية عنبر الكاتبة والمبدعة وبقيت هناك جوانب اخرى كثيرة تستحق الاضاءة فهل نشهد اضاءات على جوانب ابداعها وحياتها الثقافية وهي التي حاولت قبل مرضها ان تستعيد ذكرى وابداعات اختها الراحلة..نتمنى ذلك رحم الله الروائية والكاتبة صفية بنت عبدالحميد عنبر، وأسكنها فسيح جناته، وأحسن العزاء لأسرتها وللأدب والأدباء.