تداولت المجالس والمواقع الاجتماعية مقابلة للشيخ سليمان الراجحي اختتمها بقوله إنه «يستطيع العيش بألف ريال شهريا» ، وذلك أغضب الكثير من الناس على اعتبار أنه يستحيل العيش بهذا المبلغ البسيط شهريا مهما بلغ اقتصاد الأسرة الصغيرة في المصروفات، وبالعودة لكلام الشيخ سليمان فإنه قال : «استطيع العيش بألف ريال شهريا» وذلك يعني قدرته هو «شخصيا» على فعل ذلك وهو ما يجعله يستغرب من عدم قبول الشباب السعوديين الوظائف ذات المرتبات المتدنية ، ونظرا لأنه لا يوجد معدل رسمي لتكاليف المعيشة «الأساسية» في المملكة فإن كلامه قابل للنقاش وربما التطبيق. لعل تحديد مبلغ ثلاثة آلاف ريال حدا أدنى لموظفي الدولة شجع وزير العمل الاسبوع الماضي على الاعلان عن ان رواتب السعوديين يجب أن لا تقل عن هذا الحد لكي يتم احتسابهم ضمن برامج توطين الوظائف في الشركات. ولكن بالعودة لتقديرات العديد من الدراسات فإن نسبة سكان المدن الخمسة الأكبر في المملكة قد تصل إلى قرابة 46% من اجمالي السكان ونسبة تملك المساكن في هذه المناطق متدنية حسب دراسات وتقديرات عديدة قد لا تصل إلى 35% ، ومتوسط ايجارات المدن الرئيسة في المملكة بالتأكيد يزيد عن الألف ريال «شهريا» ويستقطع «غالبا» نسبة تتراوح بين 30-40% من رواتب الموظفين ، وذلك لا يخالف رأي الشيخ ابدا لأنه – كما اظن - يمتلك المنزل الذي يسكنه، وذلك يطرح نقاشا قد يطول عما يمكن لهذه الألف ريال أن تغطي من المصاريف «شهريا»، ولكن هذا النقاش قد يقودنا لمحاولة معرفة الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبله الموظف في بداية حياته العملية، البعض يقترح ارقاما فلكية لأن مصاريفه التي يعتبرها «أساسية» قد لا يعرفها الكثير من افراد الأسر الفقيرة ولذلك يجب أن نتفق على الخدمات والسلع «الأساسية» لحياة كل انسان ونبدأ بحساب «احتياج» كل فرد من هذه الخدمة أو السلعة لنحصل على قيمة قد تتغير من مدينة إلى أخرى، وبالتأكيد يمكن أن نستخدم هذه المعلومات لإعادة حساب المؤشر العام للتضخم في المملكة الذي تخلص مؤخرا من «البيجر»!!، وذلك يعني أن نصل إلى حد ادنى «معقول» لمرتبات الموظفين في القطاع الحكومي أو الخاص كما يجب «ايضا» المحافظة على «القوة الشرائية» لهذا الحد بزيادته عند زيادة التضخم أو متابعة أسعار هذه السلع والخدمات و «ربما» دعمها للفئات المحتاجة. لعل تحديد مبلغ ثلاثة آلاف ريال حدا أدنى لموظفي الدولة شجع وزير العمل الاسبوع الماضي على الاعلان عن ان رواتب السعوديين يجب أن لا تقل عن هذا الحد لكي يتم احتسابهم ضمن برامج توطين الوظائف في الشركات، ولكن السؤال مرة أخرى «هل راتب الثلاثة آلاف ريال شهريا تكفي كحد أدنى يبدأ الموظف به بداية حياته العملية؟» ؛ شخصيا لا اعلم وجود اختلاف بين تكاليف المعيشة بين مدينة وأخرى. ختاما .. كثيرٌ ممن يعارضون العنوان لا يعلمون أين تذهب رواتبهم. @AB_sd