أصدر وزير العمل المهندس عادل فقية قرارًا وزاريًا يتضمن معالجة مشكلة تدني الأجور، حيث يشترط لاحتساب العامل السعودي في نسبة التوطين المحتسبة في برنامج نطاقات بواقع عامل واحد ألا يقل أجره الشهري عن 3000 ريال. وكشف وزير العمل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالرياض أن وزارته أنهت شوطًا كبيرًا من دراسة الحد الأدنى للأجور والتي كان آخرها عقد الاجتماع الحواري مع أصحاب العمل لوضع صيغة نهائية للمسودة. ونفى الوزير أن يكون لدى الوزارة توجهًا لجعل يومي إجازة القطاع الخاص يومي السبت والأحد. وأشار المهندس عادل فقية أن وزارة العمل لديها برنامج متكامل لتطوير برنامج حافز لوضع الدراسات الإستراتيجية الجديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا وهو في مراحله النهائية، نافيا في هذا الصدد أن يتم استمرار الصرف للباحثين عن عمل بعد مضي عام كامل وذلك بناء على الأمرالملكي. وأشار إنه تم نقل اختصاصات أعضاء هيئات تسوية الخلافات العمالية إلى مجلس القضاء الأعلى، وبعد دعم الدولة للوزارة بألف مفتش عمل سيحد ذلك من العمالة السائبة التي سيتم التنسيق بين وزارتي العمل والداخلية لوضع الخطط الإستراتيجية في تقليل حجم العمالة السائبة. الفرص الوهمية وأكد وزير العمل أن فرص السعودة الوهمية التى يتم التحايل بها على الوزارة في الماضي ستصبح بعد تطبيق القرار أقل. وقال وزير العمل: لدينا برنامج حماية الأجور الخاص بنطاقات الذي يهدف إلى وضع نظام متكامل لضمان حصول السعوديين على رواتبهم كاملة من قبل أصحاب العمل وذلك بالتنسيق مع مؤسسة النقد، مشيرًا إلى أن المشروع في مراحلة النهاية وسيتم إطلاقه قبل تطبيق قرار معالجة مشكلة تدني الأجور، وأبان وزير العمل أن برنامج حماية الأجور يحد من السعودة الوهمية». وتناول وزير العمل بالشرح كيفية تطبيق القرار قائلًا: «إن العامل السعودي الذي يساوي أجره مبلغ (3000) ثلاثة آلاف فأكثر هو من سيتم احتسابه في نسبة التوطين المحتسبة في برنامج نطاقات بواقع موظف سعودي واحد. بينما العامل السعودي الذي يساوي أجره مبلغ (1500) ألف وخمسمائة ريال شهريًا فأكثر سيتم احتسابه بواقع (نصف عامل) فقط في نسبة التوطين المحتسبة في البرنامج، كما أن العامل السعودي الذي يقل أجره عن (1500) ألف وخمسمائة ريال لن يتم احتسابه على الإطلاق في نسبة التوطين المحتسبة في برنامج نطاقات». الدوام الجزئي وعن كيفية احتساب العاملين بدوام جزئي في نسبة التوطين، بيّن فقيه أن تلك الفئة من العاملين سيتم احتسابهم (بنصف) عامل لدى المنشأة التي يعملون فيها شريطة أن يتم تسديد اشتراكات التأمينات الاجتماعية بحد أدنى للأجر الشهري (1500) ألف وخمسمائة ريال، كما أن العامل الجزئي لن يُحسب في نسبة التوطين لدى أكثر من كيانين، مضيفًا إلى أن هذا الأمر نفسه سيتم تطبيقه على شريحة الطلاب السعوديين شريطة أن يتم تسديد اشتراكات التأمينات الاجتماعية وبحد أدنى 1500 ريال، وألا يكون الطالب محسوبًا في نسبة توطين لدى منشأة أو كيان آخر، مبينًا معاليه أن الشرط الواجب توافره لاحتساب الطالب السعودي في برنامج نطاقات هو عدم تجاوز عدد العاملين من الطلاب في الكيان نسبة 10% من إجمالي عدد العاملين السعوديين في المنشأة المشار إليها، وإذا تم تجاوز هذه النسبة يحسب (بصفر) في نسبة التوطين ببرنامج نطاقات.. موضحًا أنه يوجد استثناء وحيد إذا كان الكيان الذي يعمل به الطلاب نشاطه (المطاعم) في هذه الحالة فقط يتم رفع النسبة الإجمالية المسموحة إلى 25%، وما يزيد على ذلك يحتسب (بصفر) في نسبة التوطين. ذوي الإعاقة وانتقل وزير العمل إلى كيفية احتساب ذوي الإعاقة القادرين على العمل، مؤكدًا على أنه يتم احتساب المعاق الواحد (بأربعة ) عمال سعوديين، على ألا يقل الأجر الشهري عن (3000) ثلاثة آلاف ريال، ومشتركًا في التأمينات الاجتماعية ولا يعمل في كيان آخر، أما إذا زادت نسبة ذوي الإعاقة في المنشأة أو الكيان على 10% من عدد السعوديين في الكيان الواحد، فإنه سيتم احتساب كل عامل من ذوي الإعاقة كأي عامل سعودي آخر. وتناول الوزير بالإيضاح كيفية احتساب العاملين من السجناء المفرج عنهم في برنامج نطاقات، حيث يتم احتساب الواحد منهم باثنين من السعوديين في نسبة التوطين ولمدة عامين من تاريخ خروجه من السجن، شريطة ألا يقل الأجر الشهري عن 3000ريال ومشتركًا في التأمينات الاجتماعية، وبعد فترة العامين يتم احتسابه بواحد فقط، ونفس الأمر إذا تجاوزت نسبة العاملين المفرج عنهم على 10% يتم احتساب من يزيد كعامل سعودي واحد. وقد اشترط القرار أنه لا يحق للكيان تجاوز نسبة 15% من عدد العاملين السعوديين للفئات الخاصة مجتمعين وهم: ( ذوي الإعاقة القادرين على العمل - الطلاب - والسجناء المفرج عنهم)، وإذا تجاوزت هذه الفئات مجتمعة نسبة ال15% فيتم احتسابهم في نسب التوطين المعمول بها في برنامج نطاقات إلى الحد الأقصى الذي يحقق مصلحة الكيان والوصول إلى أعلى نسبة توطين ممكنة، على أن تكون الأولوية للمعاقين القادرين على العمل، ويستثنى من ذلك الفئات الخاصة العاملة في كيانات عاملة في نشاط المطاعم، فتزيد النسبة إلى (30%) بدلًا من (15%)، وتكون الزيادة في مصلحة الطلاب فقط، بحيث يتم احتساب ما نسبته 15% إضافية من فئة الطلاب، ومن زاد منهم لا يتم احتسابه في نسبة التوطين. وأكد وزير العمل على أن القرار يأتي ضمن حزمة من التطويرات التي تتضمنها النسخة الجديدة لبرنامج نطاقات الذي انطلق بشكل فعلي شوال 1432ه، وحقق منذ تلك الفترة نجاحًا كبيرًا، حيث تم توظيف ما يقارب من ربع مليون شاب وشابة من أبناء الوطن، وهذا الرقم يفوق ما تحقق خلال خمس سنوات مضت. تطوير نطاقات 2 وأوضح المهندس عادل فقيه أنه منذ إطلاق النسخة الأولى لبرنامج نطاقات ووزارة العمل تعمل على تطويره ليناسب واقع سوق العمل، ويلبي مطالبات القطاع الخاص بالتطوير الذي يساهم في دفع مسيرة العمل البناء، وحدث ذلك من خلال إضافة الوزارة لأنشطة اقتصادية لم تكن موجودة مع إطلاق برنامج نطاقات، بل تم ذلك بعد النقاشات المستمرة مع شركاء الوزارة، وفي نفس الوقت يكون هذا التطوير عاملًا مشتركًا بين أصحاب الأعمال، وطالبي العمل، وخلق أرضية مشتركة بينها، وبيئة عمل لائقة تستوعب أبناء الوطن، وتجعلهم الخيار الأول للقطاع الخاص. واختتم وزير العمل عادل فقيه تصريحه مبينًا أن عمليات التطوير لن تتوقف، مضيفًا أن برنامج حماية الأجور للعاملين في القطاع الخاص سيتم تطبيقه قبل نهاية العام الحالي، هذا البرنامج الذي يقوم بمتابعة دقيقة لصرف مستحقات العمالة الشهرية في القطاع الخاص بشكل كامل وفي الوقت المتفق عليه، مشيرًا إلى إن تلك المنظومة المتكاملة من الإجراءات التي تقوم بها الوزارة تهدف في المقام الأول لمعالجة تشوهات سوق العمل، وخلق بيئة عمل مناسبة، وجعل المواطن السعودي الخيار المناسب لمنشآت القطاع الخاص، مؤكدًا على أن الدولة لا تتدخل في مسألة تحديد الأجور بالقطاع الخاص، وإنما تصمم المزايا التي تمنحها للمنشآت أو العقوبات التي تفرضها على أساس نسب التوطين ومستويات الأجور. بينما يمكن للمنشأة مثلًا إن أرادت أن توظف السعوديين بأقل من الأجر (3000) ولكنها لن تتساوى في المزايا مع المنشأة التي توظف السعودي بذلك الأجر أو أعلى. وكاشفًا عن عزم الوزارة إطلاق العديد من المبادرات خلال الفترة المقبلة التي تهدف إلى مزيد من المبادرات والتنظيمات بسوق العمل المحلي التي تدعو إلى نشر ثقافة العمل.