لا أحد يساوره شك ان قطاع المقاولات يمثل اهمية اقتصادية قوية لاقتصاد المملكة , وهو يمثل القطاع الأعلى ماديا من حيث إجمالي قيمة تداول الصفقات وحجم السيولة التي تمر من خلال هذا القطاع وكذلك هو الأعلى من ناحية قدرته على استقطاب التوظيف وان كان اغلب العاملين فيه هم من فئة الأجانب, كذلك قطاعات كثيرة تشتق وتتأثر من هذا القطاع , وبالتالي تسليط الضوء على تحسين بيئة وجودة العمل لهذا القطاع أصبح ضرورة ملحة للفوائد الكبيرة التي قد يجنيها الاقتصاد السعودي بشكل مباشر او غير مباشر من جراء ذلك . ولا يجب أن نغفل ان هناك شركات وطنية تعمل على تحقيق ذلك وتستهدف تدريب السعوديين وتسعى قدر الإمكان لتحقيق نتائج متميزة عن غيرها من الشركات , إلا اننا لم نصل الى حد ان يكون هذا التوجه بمثابة الثقافة ومن جهة أخرى , فان حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظها الله باعتمادها سنويا العديد من مشاريع البنية التحتية المتناثرة في اغلب مدن ومحافظات المملكة والتي امتدت بشكل متواصل منذ عدة سنوات دون توقف بل قد تكون في ازدياد , تمثل فرصة هائلة لإعادة النظر في تركيبة هذا القطاع من الناحية الإجرائية والفنية والمحتوى للخروج على الأقل بشركات مقاولات أكثر احترافية ومتخصصة ومتعددة في ارجاء البلد , وان تكون لها مساهمات مباشرة في القضايا الاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها التوظيف وتدريب العمالة الفنية السعودية لتأهيلها للعمل بهذا القطاع . ولا يجب أن نغفل ان هناك شركات وطنية تعمل على تحقيق ذلك وتستهدف تدريب السعوديين وتسعى قدر الإمكان لتحقيق نتائج متميزة عن غيرها من الشركات , إلا اننا لم نصل الى حد ان يكون هذا التوجه بمثابة الثقافة , فثقافة العمالة السائبة لها تأثير كبير في سير أعمال المشاريع , فقد يكون من المناسب ان يكون هناك تشريعات واضحة لتهيئة هذا القطاع والمساهمة في تطويره وتغيير ثقافة العمل به إلى ثقافة أكثر احترافية وفنية من ناحية الالتزام بالعقود وجودة التنفيذ وحفظ الحقوق . وان كنا قد تحدثنا في وقت سابق عن أهمية تأسيس هيئة خاصة بالمقاولين تتولى التشريع والتأهيل والمراقبة وكذلك القضية الهامة في مستقبل هذا الوطن وهذا القطاع وهي قضية التوطين المعرفي والتقني , الا اننا نرى ان مسيرة تطوير هذا القطاع تنمو ببطء ولا توجد هناك بوادر ايجابية واضحة لنتائج ملموسة قد تكون في المدى القريب , وإذا ما تم ذلك فإننا قد نفقد الفرصة الحقيقية لإيجاد قطاع المقاولات الذي يتمناه الجميع , وان نصنع عملا متميزا مثل ما صنعه الآخرون كمثل كوريا والصين وتركيا , فهل سيفوت الأوان لتحقيق ذلك ام سنتلاحق لتحقيق الطموح , تحياتي وتقديري لصغار المقاولين وكبارهم . [email protected]