في لقاء صحفي أجري مؤخراً مع رئيس نادي الأحساء الأدبي، الدكتور ظافر الشهري قال: إن النادي بصدد إصدار جزء ثان من معجم شعراء الأحساء المعاصرين، وكان المعجم قد صدر في جزئه الأول سنة 2010م وسط احتفالية إعلامية كبيرة تزامنت مع صدوره. جاء اطلاعي على المعجم متأخراً شيئاً ما، ولا أخفي أنني أصبت بشيء من خيبة الأمل إبان تصفحي إياه، لأن واقع ما رأيته لم يتوافق مع التصور الذي قر في ذهني عنه؛ إذ كنت أفترض أن تتواءم جودة المنجز مع مساحة الاحتفاء الكبيرة به، وهو ما لم يحدث للأسف الشديد. الأمر الأساس الذي افتقر إليه المعجم كما أرى هو وجود مقدمة / دراسة وافية عن الحركة الشعرية في منطقة كبيرة وعريقة في الشعر مثل الأحساء في الفترة الزمنية التي يغطيها المعجم (1401ه 1430ه ) الأمر الأساس الذي افتقر إليه المعجم كما أرى هو وجود مقدمة / دراسة وافية عن الحركة الشعرية في منطقة كبيرة وعريقة في الشعر مثل الأحساء في الفترة الزمنية التي يغطيها المعجم (1401ه 1430ه) وعدم الاقتصار على المقدمة / التصدير الذي كتبه رئيس النادي حينئذ الدكتور يوسف الجبر الذي ركز فيه على التعريف بالمعجم والثناء على من قاموا بإعداده وإخراجه إلى الملأ بصورته النهائية دون أن يذهب إلى أبعد من ذلك. إن وجود مثل هذه الدراسة أمر ضروري لا غنى عنه لمن يريد أن يكوّن صورة واضحة عن طبيعة الحركة الشعرية في الأحساء ويتعرف على أبرز تياراتها واتجاهاتها ومحطاتها الرئيسة. الأمر الآخر هو أن هناك تفاوتاً كبيراً في التعريف بالشعراء والشاعرات الواردة أسماؤهم في المعجم؛ فبعض الشعراء يمتد التعريف بهم على مدى صفحتين كاملتين، في حين لا يتجاوز التعريف ببعضهم الآخر بضعة أسطر مختصرة. كما أن هناك تفاوتاً في الأسلوب والطريقة التي يتم فيها التعريف بالشعراء ما يرجح أن مهمة التعريف بالشعراء قد أوكلت إليهم (أي الشعراء). الملاحظة الأخيرة هي أن المعجم قد خلا من أسماء شعراء مهمين لا يمكن تصور المشهد الشعري في الأحساء بدونهم، ويأتي على رأسهم شاعرنا الكبير محمد العلي، والشعراء أحمد الملا وعبد الله السفر ومحمد الحرز، وإذا لم أكن مخطئاً فإنني لا أظن أن غياب هذه الأسماء وغيرها جاء نتيجة تجاهل لها، أو انتقاص لقدرها، بل إن ذلك على الأرجح كان بسبب عدم مبادرة أولئك الشعراء بإرسال قصائدهم وسيرهم إلى اللجنة المكلفة بإعداد المعجم، غير أن ذلك لا يبرر غيابهم، حيث كان يمكن أن يدرجوا في المعجم بعد استئذانهم بذلك.