عُرف عن العراقيين نخوتهم والدفاع عمن يستجير بهم، إلا أنه ومنذ تسلط الميليشيات الطائفية وحكومات الاحتلال المزدوج «الأمريكي - الإيراني» تغيرت كثير من العادات الحميدة التي كان المجتمع العراقي يفخر بها. وهكذا وفي عهد وصاية نوري المالكي على العراقيين يتعرض اللاجئون الإيرانيون من جماعة مجاهدي خلق إلى أشد أصناف التهديد والتخويف والتحقير. من كان يصدق أن العراقيين يسرقون من يستضيفونهم ومن استجاروا بهم من تعسف حكام إيران من الملالي؟! ففي أيام الجمعة والسبت والأحد من ديسمبر 30 و31-12-2011م واليوم الأول من العام الجديد قامت قوات مختلطة من القوات العسكرية والمليشيات بمهاجمة معسكر أشرف الذي يضم 400 لاجئ معارضٍ إيراني، وقامت بسرقة أجزاء كبيرة من أموال سكان أشرف من مجمع معين شمالي أشرف فضلاً عن الاستيلاء على مجموعة كبيرة من الشاحنات. هذه الهجمات وسرقات ممتلكات وأموال سكان معسكر أشرف تأتي قبل تنفيذ الحل السلمي والإنساني لأزمة معسكر أشرف الذي اتفق على تنفيذه الممثلون عن وزارة الخارجية الأمريكية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والحكومة العراقية والسفير الأمريكي، وكان المفروض أن يتم نقل سكان معسكر أشرف البالغ عددهم 400 لاجئ إلى مخيم الحرية الذي وإن أقيم في وسط صحراء العراق الجنوبية إلا أنه حل كان يتوقع أن يوقف تجاوزات حكومة نوري المالكي واستعداءات حكام طهران، إلا أن ضغوط حكومة طهران على الحكومة العراقية جعلتها تنكث بوعودها مما يهدد حياة سكان معسكر أشرف بما فيهم بعض من قيادات مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وقد ظهرت عدة مؤشرات على تنفيذ عدة إجراءات تستهدف حياة سكان أشرف وتعطيل نقلهم إلى معسكر الحرية حيث تم في هذا الاتجاه: 1- في 24 ديسمبر جاءت إلى العراق مجموعة من قوات القدس الإرهابية بقيادة الجنرال إيرج مسجدي رئيس مركز قيادة القدس ووفد آخر بذريعة التجارة برئاسة حسن كاظمي قمي من قادة قوات القدس والسفير السابق للنظام في بغداد، وأجروا مفاوضات من المسؤولين العراقيين بشأن مجاهدي خلق وأشرف وبعدها بدأت هجمات الصواريخ. 2- الهجوم بالصواريخ 107 ملم على أشرف في 27، 25، 28 ديسمبر. 3- وقد طالب كاظم جلالي المتحدث باسم لجنة الأمن في مجلس الملالي بقتل أعضاء مجاهدي خلق في العراق والقضاء عليهم. وقال: (من المفضل أن يتلقى هؤلاء المجرمين عقابهم وأن يتحملوا قصاص جرائمهم) «وكالة أنباء مهر 24 ديسمبر 2011». 4- كتبت صحيفة كيهان الحكومية، الناطقة الخاصة باسم خامنئي، نيابة عن المسؤولين والأجهزة الأمنية والقضائية العراقي «حتى الآن أقيمت 258 شكوى قانونية ضد أعضاء مجاهدي خلق». وهذا الموضوع قد تكرر كتعميم في وسائل الأنباء الحكومية، منها صحيفة رسالة في أول يناير 2012م. 5- أعلنت وزارة مخابرات نظام الملالي أنه حتى وإن تم نقل سكّان أشرف إلى مخيم الحرية فسيواجهون هناك أيضاً عملاء النظام الذين تم إرسالهم منذ عامين من داخل إيران إلى محيط أشرف تحت ستار «عوائل مجاهدي خلق» بهدف تهديد وإهانة سكان أشرف خاصة النساء منهم. (موقع اينترلينك - 31 ديسمبر). 6- أعلنت وكالة أنباء قوات الحرس في 31 ديسمبر أن أعضاء مجاهدي خلق يجب أن يذهبوا إلى مكان في الحدود السعودية الكويتية العراقية، وأن المسؤولين العراقيين يعارضون ذهابهم إلى ليبرتي. 7- مع أن نوري المالكي أعلن في 21 ديسمبر عن تمديد 6 أشهر من المهلة المحددة، صرّح دانائي فر سفير النظام الإيراني في العراق في الأول من يناير بأن «مخطط الحكومة العراقية هو أن يغلق مخيم أشرف خلال الأيام القليلة القادمة» (وكالة أنباء إيسنا الحكومية). وهكذا فإن حياة 400 إنسان من معارضي حكام طهران مهددين بالموت والقتل بأيدي من أرسلتهم حكومة الملالي في طهران وبمساعدة من الذين يدعون «التبعية العراقية» وهم بعيدون تماماً عن الشيم العراقية.