[Decrease font] [Enlarge font] يشكل تفعيل الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت «IPv6» ، الذي انطلق اعتبارا من 6 يونيو الجاري تحديا لمديري تقنية المعلومات في الكثير من الشركات المطالبين حاليا بإجراء تحديثات سريعة على البنية التحتية لشبكاتهم لمواكبة المتغيرات الجديدة في عالم التقنية . ويهدف البروتوكول الجديد إلى حل مشكلة محدودية العناوين على شبكة الإنترنت والشبكات الداخلية للشركات والمؤسسات، لكنه ساهم بشكل غير مباشر في إدخال عدد من مديري تقنية المعلومات بتحد جديد بعد تفعيله، إذ يكمن التحدي في إعادة هيكلة البنية التحتية للشبكات وإعادة جدولة جميع العناوين وقابلية الأجهزة المرتبطة بالشبكة وتوافقها مع خصائص «IPv6». ووصف خبراء تقنية تفعيل هذا البرتوكول بأكبر عملية تحديث واسعة النطاق لشبكة الإنترنت، والتي تمت دون أن يلاحظ المستخدمون أي تغير أو تعطل في الشبكة . ويقول الخبراء: إن كشف منظمة الإنترنت العالمية عن اعتماد البروتوكول الجديد، ادخل مديري تقنية المعلومات في حيرة حول كيفية التحول إلى استخدامه، بينما يوجد أكثر من 1500 موقع ومزود خدمة إنترنت في العالم في أكثر من 22 دولة، قاموا باعتماد البروتوكول الجديد وتفعيله، ويقومون باستخدامه بشكل نظامي. يعتبر «IPv6» نظاما بديلا لعنونة المواقع والأجهزة والخوادم المتصلة بالإنترنت، أي بمثابة الرمز البريدي واللغة التي يعتمد عليها عالم الشبكات الإنترنت في المراسلة والانتقال من موقع لآخر. ومن المتوقع أن تبدأ شركات الكبرى بتفعيله خلال العامين القادمين، كون جميع أنظمة التشغيل ومتصفحات الانترنت الحديثة تدعم هذا البروتوكول منذ فترة طويلة. ويعتبر «IPv6» نظاما بديلا لعنونة المواقع والأجهزة والخوادم المتصلة بالإنترنت، أي بمثابة الرمز البريدي واللغة التي يعتمد عليها عالم الشبكات الإنترنت في المراسلة والانتقال من موقع لآخر، ويتمثل التحدي الذي يواجه أغلب الشركات المعتمدة على الإنترنت في وصول الزبائن الى أنظمها وشبكاتها الذي ستكون بمثابة إعصار تجاه مديري الشبكة في كل مكان، وفي الجانب الآخر تتركز فوائد بروتوكول الإنترنت السادس في توفير تريليونات من العناوين «IP» وتقديم حماية وخصوصية أفضل من البروتوكول المستعمل حاليا. ويقول الخبير الأكاديمي نهاد أحمد «عند ظهور مشكلة محدودية العناوين والمشارفة على نفاذها كان من الواجب التحرك لتطوير البديل فكان الحل هو إنشاء إصدار جديد من بروتوكول الإنترنت وهو ما يعرف ب «IPv6 « او الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت والذي يوفر عددا كبيرا جدا من العناوين، كونه يستخدم 128 بت للعنوان الواحد، على عكس البروتوكول المستخدم حاليا «IPv4» الذي يستخدم 32 بت، وبالتالي يمكن للبروتوكول الجديد توفير عدد كبير من العناوين مما يوفر مساحة كبيرة لتوسيع التطبيقات المرتبطة بشبكة الانترنت، ويمكن ان يكون للشخص اكثر من 5000 عنوان على مستوى العالم باستخدام البروتوكول الجديد، مما يحل الكثير من المشاكل التي تواجهها الشركات والمؤسسات في استخدام عناوين مشتركة لكل اجهزة الشركة المرتبطة بالشبكة الداخلية لها، للدخول إلى شبكة الانترنت عبر عنوان واحد فقط». من جانبه أشار خبير شبكات الكمبيوتر محمود الجرافي إلى انه لم يكن أحد يتوقع خلال العقد الماضي أن تصل عدد الكمبيوترات المرتبطة بالإنترنت إلى عدد كبير جدا بحيث تستهلك قرابة 4 مليارات عنوان إنترنت، وهذا الرقم يمثل الطاقة الاستيعابية الكاملة لشبكة الإنترنت عندما كانت تقتصر على استخدام «IPv4»، مما أدى لاستنفاد العناوين الممكنة. وتابع» العالم متصل بالإنترنت بشكل كامل، ومع تزايد استخدام الإنترنت عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ازداد التضخم والطلب المتزايد على العناوين، وهذا هو السبب الذي أجبر المؤسسات لإنتاج شبكات داخلية خاصة، إلا انه مع إطلاق «IPv6» بدأ يلغي مفهوم الشبكات الداخلية وما زالت مشكلة الأمان في الشبكات الداخلية تعد من أكبر المشاكل التي يواجهها مديرو تقنية المعلومات إلى جانب صعوبة السيطرة على الأجهزة المرتبطة بشبكة الإنترنت بعنوان خاص على عكس السابق». وفي سياق متصل أشارت دراسة قامت بها شركة بريتش تيليكوم إلى تسارع وتيرة استخدام الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت «IPv6» حول العالم، وكشفت أن 13 بالمائة فقط من المؤسسات والشركات قد انتهت من عملية الانتقال إلى البروتوكول الجديد بشكل كامل. وبينت الدراسة ان 44 بالمائة ممن شملتهم الدراسة ينوون استخدام البروتوكول «IPv6» خلال العامين المقبلين، وذلك بسبب التراجع السريع لعدد عناوين الإنترنت المتوفرة وفق بروتوكول الإنترنت الأقدم «IPv4» ، مما يؤكد الحاجة إلى استخدام البروتوكول الجديد لتوفير المزيد من العناوين المتاحة للاستخدام في الشبكات الخاصة بمؤسساتهم، وأكد أكثر من 55 بالمائة ممن شملتهم الدراسة ضرورة الاعتماد على بروتوكول «IPv6» في كامل الشبكة بدلا من الاكتفاء بتطبيقه على أجزاء منها، إذ لا بد من استخدام هذا البروتوكول على نطاق واسع للاستفادة منه بصورة تامة. وتقوم الدراسة التي أعدتها الشركة على معلومات تم جمعها من قبل متخصصين في مجال تقنية المعلومات حول العالم، وتمت مراقبة انتشار بروتوكول الإنترنت IPv6 خلال الأعوام السبعة الأخيرة، وتشير نتائج هذا العام إلى ازدياد هائل في تبني البروتوكول الجديد، وذلك مع وضع الكثير من الشركات لتطبيق البروتوكول الجديد ضمن أولوياتها. وتجدر الإشارة إلى ان هناك العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في المملكة حصلت على عناوين ضمن البروتوكول الجديد، منها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والشركات المزودة لخدمة الاتصالات والإنترنت.