يطغى على أحاديث المتعاملين في سوق المال السعودي هذه الأيام ما يحدث من احتمالات إفلاس بعض الشركات المدرجة والتي كانت قبل فترة قصيرة من الشركات الجيدة حسب توقعات المحللين الماليين وبيوت الاستثمار وغيرهم وهو بلا شك ما أدى إلى فقدان الثقة تدريجيا بهؤلاء حيث انه ليس من المنطق أن تظهر خسائر بأرقام كبيرة لم تتم الإشارة إليها فيما سبق وقد طفت على السطح مؤخرا وهو ما يدفع المتعاملين لمخاوف من انزلاقهم بشركات أخرى في السوق لذات الفخ وهو ما سينتج عنه غالبا صحوة في أسلوب التداول واختيار الشركات بدقة ، مؤشر الصناعات البتروكيماوية يخسر 161 نقطة مغلقا أسبوعه عند 6015 نقطة منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن ننادي بالتوجه الاستثماري البحت والبحث عن أفضل الشركات ماليا وأساسيا ومن ثم فنيا لاختيار أفضل مستويات الدخول والخروج ولكن كثيرا من المتعاملين لم يكترثوا لمثل هذه النصائح التي لا تظهر نتائجها إلا بعد كوارث كالحاصلة مؤخرا في السوق ... ليس لأحد المحللين أن يعلم الغيب ولكن الأخذ بالأسباب من الواجبات والبحث عن الشركات الجيدة والرئيسية في السوق واجب على المتعامل الذي يريد حماية نفسه من ضربات السوق الموجعة .. قد يقول البعض إن هيئة سوق المال شريكة في مسببات الخسارة ولكن هل نستطيع أن نعتبر ذلك رميا بأخطائنا على « شماعة « الآخرين ؟ قد يكون قد حدث بعض التهاون من طرفهم أو تقديم بعض التسهيلات التي تقدم لكثير من الشركات المدرجة في السوق ولكن العقل الاستثماري الجيد يرفض الانجرار وراء شركات ليس لها تاريخ عريق وواضح وسلعة أو خدمة متميزة تضمن لها استمرار أرباحها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بكثرة : متى سوف نصل كمتعاملين لمثل هذه العقلية الناضجة لتحقيق رؤية واضحة ونقية حول اختياراتنا في استثماراتنا ... أعتقد أنه قد حان الوقت لمراجعة أساليبنا في اختيار الشركات والابتعاد عن أسلوب المضاربة الذي يكبد أصحابه في المحصلة خسائر مادية ونفسية، وإن حقق أرباحا ستكون مساوية لتلك التي يحققها من خلال الاستثمار فأيهما أفضل؟ المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بعد خمس شمعات أسبوعية صاعدة كسب بها المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية 511 نقطة وهو ما نسبته 7.7% فشل المؤشر بأن يستمر في صعوده لشمعة أسبوعية سادسة حيث افتتح السوق تداولاته الأسبوعية عند مستويات 7139 نقطة وتوجه في الجلسة الأولى إلى مستويات 7179 نقطة والتي تعرض عندها لموجة بيع دفعته للتراجع والإغلاق على خسارة قدرها خمس نقاط والتي كانت سببا في مخاوف بعض المتعاملين الذين بدأوا بعمليات البيع من بداية الجلسة الثانية والتي استمرت لنهاية تداولات الأسبوع لينهي السوق تعاملاته على خسارة خمس جلسات بمحصلة نهائية بلغت 89 نقطة وهو ما نسبته أيضا 1.25% من قيمة الافتتاح المذكورة أعلاه ، وترافق ذلك مع قيم تداولات وصلت إلى 32.9 مليار ريال بزيادة بلغت 987 مليون ريال عن الأسبوع الذي سبقه أي بزيادة 3% فقط الأمر الذي يرجح التصور القائل بأن الأسبوع كان بيعيا بامتياز ولكن لا مخاوف من ذلك فلأي صعود أو هبوط موجة معاكسة تصحيحية وهو أمر صحي للسوق وللمتعاملين على حد سواء حيث انه يساهم في تخفيف حدة الانعكاس فيما لو طالت الموجة الرئيسية أيا كان شكلها دون تصحيح يذكر ، هذا بالإضافة إلى أن في كل عملية تصحيح فرصة لمن فاته الدخول أو الخروج الرئيسي عند المستويات المطلوبة فقد يستطيع في ذلك الدخول عند مناطق قريبة من تلك التي كان من المفترض أن يدخل أو يخرج عندها ... إن التوجه العام لمؤشر السوق في حيرة واضحة ولم يستطع إلى هذه اللحظة أن يحسم المتعاملون أمرهم حيال التوجه القادم ولكن بكل حال فإن نقطة الدعم الرئيسية الأولى حاليا تأتي عند مستويات 6543 نقطة والتي من المفترض أن تصمد إن كان في الأفق توجه نحو صعود إيجابي يستهدف مستويات الثمانية آلاف نقطة مبدئيا حيث تقبع المقاومة الرئيسية الأولى له ... إن الدخول بناء على المؤشر العام فقط في هذه المستويات يعتبر أمرا خاطئا لذا يجب الذهاب أعمق من ذلك والتوجه للشركة المراد الاستثمار بها ذاتها والانطلاق من هناك . قطاع الصناعات البتروكيماوية تراجع مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية خلال تداولات الأسبوع الماضي بما قيمته 161 نقطة وهو ما نسبته 2.6% من قيم افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 6177 نقطة والتي حقق في جلسته الأولى مكاسب لم تتجاوز النقطتين والتي وضّحت سيطرة البائعين خصوصا بعد أن دفعته أوامر البيع للعودة من مستويات 6225 نقطة إلى قيم إغلاقه اليومي حينها عند مستويات 6178 وهو ما أدى إلى تهافت المتعاملين على البيع خلال الجلسات اللاحقة التي استمرت في التراجع طيلة الجلسات الأربع الباقية لينهي تعاملاته عند مستويات 6015 نقطة بقيم تداولات وصلت إلى 4.3 مليار ريال وذلك بزيادة قيمتها 475 مليون ريال وهو ما نسبته 12% من تداولات الأسبوع الأقدم ، وبهذا الإغلاق الذي جاء أدنى من أدنى نقطة في تداولات الأسبوع ما قبل الماضي فإنه يثير المخاوف من احتمال استمرار الهبوط الذي يستهدف فيما لو استمر مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند مناطق 5618 نقطة والتي تقع على حاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تتوافق أيضا مع مستويات الضلع السفلي للقناة الصاعدة التي يسير بها المؤشر منذ منتصف العام 2010 وعليه فإن هذه المستويات لها أهمية مضاعفة وكسرها يفتح الباب لوصول المؤشر لمناطق الدعم الرئيسي الثاني عند مستويات 5035 نقطة والواقعة على حاجز 50% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ، أما إن استقر مؤشر القطاع وحافظ على مستويات الدعم الحالي وتهيأ للصعود فإن أول المقاومات التي ستواجهه تقع عند مستويات 6339 المتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من ذات الموجة أيضا وعليه فإن مستويات المؤشر الحالية ليست قريبة من أي دعم رئيسي والدخول بناء عليه يعتبر خطأ كبيرا حيث أن الأفضل بأي حال أن يكون دخول السوق بناء على الرسم البياني للسهم المراد شراؤه ويزيد من فرص صعوده أن يكون متوافقا مع وصول مؤشر القطاع التابع له لمستويات دعم رئيسية . قطاع التأمين بلغت قيم تداولات قطاع التأمين خلال الأسبوع الماضي 11.8 مليار ريال بزيادة قدرها 1.4 مليار عن الأسبوع الذي سبقه وهو ما نسبته 14.1% من قيم تداولات الأسبوع ما قبل الماضي ولكن الأمر الذي يستحق الإشارة إليه أن هذه القيم وصلت لتكون نسبتها من إجمالي تداولات السوق 35.9% أي بما يزيد عن الثلث بقليل وهي إشارة واضحة على سيطرة القطاع على هذه النسبة الكبيرة من التداولات وهو ما يثبت أنه لا تزال العقلية السائدة لدى المتعاملين في السوق هي عقلية المضاربات السريعة والبيع والشراء في جلسات متقاربة هذا إن لم تكن في ذات الجلسة وهو أمر قد يربك بعض المتعاملين ويهيئ لهم تصورات ليست صحيحة خصوصا إن اعتمدت على قيم التداولات بشكل عام دون التطرق للقطاعات صاحبة الأكثر تداولا ... وما تجدر الإشارة إليه أيضا وقد يلفت انتباه المتعاملين أنه على الرغم من ارتفاع قيم التداولات في الأسبوع الأخير بهذه النسبة إلا أن المكاسب انخفضت من 104 نقاط إلى 42 نقطة في الأسبوع الأخير ومن 8% إلى 3% فقط وهذا ما قد يشكل خوفا من أن الصعود كان جزءا منه عمليات بيع حدثت في اليوم الأخير وهو ما تبينه قيم التداولات اليومية خصوصا بعد أن وصل مؤشر القطاع إلى مستويات 1463 نقطة القريبة جدا من مستويات المقاومة الرئيسية المتمثلة بحاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي الواقع على مناطق 1477 نقطة وهو ما دفع المتعاملين للتخلص من بعض الحمولة بالقرب من تلك المستويات تحسبا لأي عمليات بيع كبيرة قد تحدث عند تلك المستويات وتؤدي إلى تراجعات حادة في الأسعار وتحديدا بعد أن صعد المؤشر بشكل شبه متواصل ولست شمعات أسبوعية متتالية رابحة بما يقارب 370 نقطة وهو ما نسبته 33% الأمر الذي قد يشكل تضخما شرائيا يدفع إلى عملية تصحيح تبدأ بالوصول إلى مستويات مقاومة رئيسية ... إن هذه المخاوف ساعدت بشكل كبير على عدم الوصول إلى المقاومة واختبارها وهو ما قد نشاهده مع تداولات الأسبوع القادم .