الحمد لله رب العالمين الذي انعم على هذا البلد واهله بنعمة الايمان بالله والتمسك بتعاليم الدين الاسلامي العظيم، وجعل كثيرا من ابناء هذا الوطن يتوافدون أفواجا للسباق نحو الاعمال الخيرية، وهذا ليس بمستغرب فنحن نلمس ذلك ونشاهد بشكل مستمر التسابق نحو الاعمال الخيرية، ونرى هذه الاعمال تمتد الى كافة أرجاء الوطن وتساعد المحتاج أينما كان، وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى ان انعم على المقتدرين منهم بفعل العمل الخيري دون تردد، ونحن الآن امام توجه جديد من افراد انعم الله عليهم بحب هذا العمل فقرروا ايقاف جزء من املاكهم للعمل الخيري، سواء وهم احياء او بعد ما يتوفاهم رب العالمين . ونحن نلمس التوجه نحو ايقاف جزء من الثروات للأعمال الخيرية، فهذا الامر يستدعينا للتوقف قليلا لنتأمل هذا العمل الجليل، والعمل على تفادي كل السلبيات، وقد يكون اهمها هو الموافقات السامية التي صدرت بتنظيم الأوقاف، وهذا يجعلنا على عتبة مفهوم جديد لإدارة الأوقاف والعمل على تطويرها وسط تشريعات ونظم واضحة، وذلك بدلا عن المخاوف التي تصاحب التوجه نحو الأوقاف بشكل دائم وهي إهمال الأوقاف مع مرور الزمن،بنك الأوقاف أصبح ضرورة ملحة لتلبية كافة الاحتياجات التي تستدعي مزيدا من الأوقاف وتحافظ عليها وتحقق الاهداف التي يتطلع لها الموقفون والمجتمعمما يعرضها الى عدم القيام بدورها ومساهمتها في خدمة المجتمع وهو الغرض الاساسي الذي من اجله يلجأ القادرون على هذا العمل. بنك الأوقاف أصبح ضرورة ملحة لتلبية كافة الاحتياجات التي تستدعي مزيدا من الأوقاف وتحافظ عليها وتحقق الاهداف التي يتطلع لها الموقفون والمجتمع، وبالتالي هذا الامر يتطلب دراسة واعية وشروطا ومتطلبات واضحة، وان لا نغفل الامر الهام وهي العمل وفق مبادئ الحوكمة والعمل المؤسساتي، والتي من دونها سوف نحتاج الى ان نكرر خطوات كثيرة وبالتالي فان بنك الأوقاف قد لا يحقق الاهداف التي انشئ من اجلها، ونحن كمجتمع في امس الحاجة في هذا الوقت تحديدا لهذا النوع من المبادرات والأعمال ، وان مجتمعنا يستحق ان يتم بناؤه بسواعد جميع ابناء الوطن . مجموعة كبيرة من رجال الاعمال بدأت بالفعل ايقاف جزء كبير من ثروتها لصالح العمل الخيري، وقامت بكل الجهود المطلوبة للحفاظ على اداء هذه الأوقاف بصورة جيدة ولفترة طويلة من الزمن، ومنهم من اختار وقف في قطاع معين لضمان استمرار إنتاجه لفترة طويلة من الزمن دون العبث او المساس باصل الوقف ومنهم من لجأ الى تنظيم معين يحمي هذا الوقف ، وكل هذه الاعمال هي في الحقيقة تنصب لصالح الوقف والمجتمع، ولكن ما نطالب به هو دور الدولة والمجتمع في حماية هذه الأوقاف من التلف او الضياع، خاصة اذا علمنا ان موضوع الأوقاف ليس بالجديد فهو منذ زمن بعيد، ولكن يبدو ان هناك من لا يخاف الله وامتدت يداه الى هذه الأوقاف، وبدأ بعدها مسلسل الضياع، وهنا يبرز طور المؤسسة الوقفية لحماية هذا العمل الجليل. [email protected]