انقضى صيف هذا العام بدون أن نسمع قصائد هجائية بعد ثلاث سنوات تعوَّدنا خلالها أن نسمع في فترات الصيف قصائد هجائية، حتى أن الكثير من الشعراء اختلفت آراؤهم، فمنهم مَن كان لا يعارض كتابة مثل تلك القصائد مستندين على أنها غرض من أغراض الشعر، ومنهم في الجانب الآخر مَن كانوا معارضين لها مؤكدين أنهم ضد الهجاء ولا يحبذونه. الملاحظ خلال تلك الفترة أن مَن اتجهوا لقصائد الهجاء هم شعراء معروفون، ولذلك نالت تلك القصائد شهرة ورواجًا كبيرَين وتناقلها المتابعون وهم في حالة استغراب مما يحدث، ولعل السبب الحقيقي في وجهة نظري لتوقف هذه القصائد هو ما تعرّض له الشاعر المعروف والمحبوب محمد ابن الذيب بعد إحدى قصائده التي ردّ فيها على الشاعر خليل الشبرمي، الأمر الذي دفع جميع الشعراء وعلى رأسهم الشبرمي نفسه أن يطلبوا له العفو من سمو أمير قطر صاحب القلب الكبير وهو ما نتمناه قريبًا بإذن الله. مَن اتجهوا لقصائد الهجاء هم شعراء معروفون، ولذلك نالت تلك القصائد شهرة ورواجًا كبيرَين، وتناقلها المتابعون وهم في حالة استغراب مما يحدث..قصائد الهجاء حتى وإن كانت تحقق تلك الشهرة والرواج إلا أنها غير محببة أبدًا، وسبق أن كتبنا هنا مطالبين عقلاء الساحة بالتدخل ومحاولة إيقافها، وتوقعت في إحدى مقالاتي بعد ظهور القصيدة الأولى لخليل الشبرمي أن يقوم ابن الذيب بالرد ما لم يكن هناك تدخّل لحل الأمر، وهو ما حدث فعلًا بعد ذلك. أتمنى أن يستمر ابتعاد الشعراء عن هذا النوع من القصائد، وأن يكون هناك تركيز ومواصلة للتوجّه الذي نراه حاليًا في طرح القصائد التي تؤكّد الولاء والانتماء لقادتنا في دول الخليج «حفظهم الله»، وطرح قضايا وهموم الأمة والتعبير عن المشاعر لما يتعرّض له إخواننا المسلمون هذه الأيام في بعض الدول، فالشعر له صوت مسموع أينما حلّ. تويتر@AbdullahShabnan