تويتر العزيز.. العالم بأسره ممتن لك، جميعنا نرفع القبعة لعظمة إبداعك، ونقول لك: ما أروعك!، ما أبدعك!، ما أجملك! وما أحلاك وأنفعك!، يا من اختصرت المسافات وقرّبت القاصي البعيد، يا من أزحت الغبار الهائل من حول عيوننا، نشكرك ثم نشكرك ثم نشكرك، وننصبك من اليوم زعيمًا لكشف الحقائق. تويتر العزيز.. لو تعلم كم شخصية غامضة كشفت لنا عن أسرارها، وكم سرًا من الأسرار أعلنته، وكم من الرموز كشفتهم لنا! يا من وضعت الأمور في نصابها، وعرّيت الذين يتسربلون بستائر من وهم، وأطحت أقنعة تلو أقنعة، وفضحت وجوهًا تلو وجوه، فما سرّك الرهيب؟ ببساطة أنت تمتلك لعبة خطيرة لا يقاومها أحد، ابتداء من رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى آخر رجل في بلاد الواق واق، لعبة جذبت العالم بأسره لميدانك الفتان، وأطاحت بنا في فخاخك، فصار الجميع يعبر ويكتب، وإمعانًا منك في رسم خطة هذه اللعبة المثيرة، فرضت على اقلامنا سطورًا شحيحة وحروفًا معدودة، وتركتنا في حرب شعواء دائرة بين أفكارنا وأزرار (الكيبورد)، ليس هذا فحسب بل إن الكتابة في سطورك الشحيحة دفعتنا لأن نكون كما نحن دون مكاييج أو أقنعة أو ألوان. أيها العزيز تويتر.. يالهول ما صنعت، فالمغرّدون في ساحة ميدانك يتبعون بعضهم البعض بلا هوادة، بعد أن قسّمتهم إلى تابعٍ ومتبوع، ولكأنك تمعِن في تحطيم الوجاهة والغطرسة! وتُعيد تشكيل الشخوص من جديد، حتى وقف المفكّر والشاعر والأديب والسياسي والاقتصادي في صفٍّ واحدٍ مع رجل الشارع البسيط، فكفلت له حرية الرد ومنحته منبرًا فيه يصول ويجول. أظهرت أفكارنا حتى انكشفت عن آخر ملمح فيها، فتناثرت الأيديولوجيات بكامل زينتها وحُلتها وحلِّيها، وتدفقت النعرات الطائفية والقبلية والعرقية بلا هوادة، وصِرنا نرى الأسماء على حقيقتها، دونما ألقاب أو مقدّمات ورتب، ظهر الوزير والغفير بصوتهما الذي هما عليه، كما هو في المنزل والواقع البعيد عن الرسميات!، بسببك قفزت علامات الاستفهام والدهشة عن ذاك الهرم أو هذا المشهور أو هذا العلم، أيُعقل أن يكون هو؟ أيُعقل وأيُعقل وأيُعقل؟ ولا تزال تجذبنا إليك دون هوادة، وترمي بتلابيبنا في غوايتك، والغريب أننا رغم هذا وذاك لا نتوب عن التغريد في عالمك، ولا ننثني عن المغامرة في تيارك الجارف، فالمتعة في عالمك قائمة والشهوة في استمرار اللعبة لذيذة. من أيِّ عالم تكنولوجي أتيت؟ وكيف استطعت أن تفعل كل هذا؟، لتسقط الرموز، ولتحرّك أحجار الشطرنج وتغيّر استرتيجيات اللعبة الفكرية والثقافية والاعلامية في المجتمعات، وتفتح متنفسًا شاسع الأفق للفضفضة والبوح، حتى الصحافة بجلال قدرها وسلطتها الرابعة أو الخامسة أو الألف صارت تلهث بردائها الارستقراطي خلف خطواتك، وتتبعك حيثما قلت وحيثما أنت وكيفما شئت، هي الآن تُعيد خُططها بسرعة فائقة كي تجاري ركضك الفائق السرعة، لعلها تنجو من خطر العزلة التي قد يصنعها جبروتك، على أقل تقدير هي وإن جاملت وجاملت لا يمكنها أن تفسح المجال للتعبير لهذا الكمّ الهائل الذي تستقبله أنت بصدر رحب، ولا يمكنها أن تجاريك في سرعة تغريداتك التي تصل إلى العالم ولو بالنية فحسب!! أيها العزيز تويتر.. يالهول ما صنعت، فالمغرّدون في ساحة ميدانك يتبعون بعضهم البعض بلا هوادة، بعد أن قسّمتهم إلى تابع ومتبوع، ولكأنك تمعن في تحطيم الوجاهة والغطرسة! وتُعيد تشكيل الشخوص من جديد، حتى وقف المفكر والشاعر والأديب والسياسي والاقتصادي في صفٍّ واحدٍ مع رجل الشارع البسيط، فكفلت له حرية الرد ومنحته منبرًا فيه يصول ويجول. samialjuman@