في وقت مبكر صباح يوم العاشر من أغسطس الحالي أقدم أحد قادة الشرطة الافغانية على قتل ثلاثة جنود أمريكيين كان دعاهم لتناول العشاء في الليلة السابقة. كما قام أحد مساعدي مدير شرطة الناحية بقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة مشتركة للقوات الافغانية والدولية . ويوم الاثنين أصيب جندي أجنبي وعنصر بوكالة الاستخبارات الافغانية إثر قيام رجل شرطة أفغاني بإطلاق النار عليهما في إقليم نانجارهار شرقي البلاد. كان ذلك خامس هجوم «غادر» في غضون أسبوع. هذه الحوادث مجرد أمثلة قليلة مما في طريقه إلى أن يصبح اتجاها للعمال المحليين للاعتداء العنيف على نظرائهم الاجانب. وهي تثير قلقا متزايدا لدى القوات الدولية التي تحاول إرساء النظام في أفغانستان. وفي لقاء مائدة مستديرة مع ممثلي وسائل الاعلام أمس الاول ، قال السفير الامريكي لدى أفغانستان جيمس كانينجهام إن الهجمات «تبعث على الشعور بالرثاء» و»مزعجة». وقال «لا أستطيع أن أحدد مدى تأثيرها على الروح المعنوية (للقوات)، ولا أعلم شخصا بوسعه ذلك، أو أثرها علينا . لكن الامر الواضح هي أنها مزعجة للغاية». وصرح البريجادير جنرال جونتر كاتس المتحدث باسم التحالف الدولي الذي يقوده حلف شمال الاطلسي (ناتو) بأن 37 جنديا أجنبيا، على الاقل قتلوا هذا العام، فيما وصفه بأنه «تهديد غادر». وبهجوم أمس الأول يصل اجمالي مثل هذا النوع من الحوادث إلى 28 حادثا في عام 2012. 22 من تلك الحوادث أسفرت عن سقوط قتلى بين صفوف الجنود الاجانب في حين لم يسفر حادثان عن إصابات أو قتلى، بحسب بيانات قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) التي يقودها الناتو في أفغانستان. وشهد عام 2011 بأكمله 21 حادثا أودوا بحياة 35 جنديا. وتحمل هذه الحوادث في طياتها خطر توتير العلاقات وتقليل الثقة بين أفغانستان وحلفائها الدوليين، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لتسلم المسؤوليات الامنية من التحالف الدولي. كما أنها تثير أيضا تساؤلا حول ما إذا كانت حركة المتمردين قد صارت قادرة حقا على اختراق القوات الافغانية رغم الاجراءات المضادة. وفي وقت سابق الاسبوع الجاري، أوردت حركة طالبان على موقعها الالكتروني مشهد فيديو ظهر فيه مسلحون وهم يرحبون بحرارة باثنين من الجنود الافغان في إقليم كونار شرقي البلاد. وبحسب شريط الفيديو هرب «الجنديان الفاران من الخدمة» بعد قتل عدد من الجنود الاجانب. ووصفتها طالبان بأنهما «غازيان غازي آباد» وهي منطقة مضطربة بإقليم كونار. ورغم أن طالبان تعلن مسؤوليتها عن غالبية هذه الهجمات إلا أن مسئولي حلف الاطلسي يعزونها إلى مسائل شخصية. وفي العام الماضي قام الجيش الافغاني بناء على نصيحة من الحلفاء الدوليين بتغيير إجراءته الامنية في ظل تزايد الحوادث. كما فرض التحالف الدولي إجراءات خاصة بحماية القوات. ورفض كاتس الافصاح عن ماهية تلك الاجراءات فيما عدا القول بإنها «عشوائية» و «متكررة». وقال مسؤولون أفغان إنه تم تزويد الكثير من وحدات قوات الامن الافغانية بضباط استخبارات سريين بغرض التجسس على الجنود. كما صدرت تعليمات للقوات بزيادة درجة اليقظة.. وهناك «ملائكة حراس» يتولون مراقبة زملائهم الجنود. وفي كثير من الوحدات المشتركة غير مسموح للجنود الافغان بحمل السلاح على خلاف نظرائهم الاجانب. لكن هذه الاجراءات لم تنجح في منع الهجمات. فقد ذكر «لونج وور جورنال « وهو عبارة عن مدونة معنية بنشاط المنظمات الارهابية أنه قتل 93، على الاقل، من جنود إيساف على يد قوات الامن الافغانية منذ مايو 2007. وفي يونيو 2011 جاء في تقرير عسكري إن مقتل جنود أجانب على يد القوات الافغانية آخذ في التحول إلى « تهديد منهجي يتنامى بشكل سريع « قد يؤدي إلى تقويض المجهود الحربي برمته.