فصول من الحزن الذي لا يفارق حياتها .. ورحلة من الغربة أنهكت قواها ..وعلى باقي ذكريات زوجها الراحل تعيش الأرملة « أم خالد 42 عاماً « محتضنةً أبنائها الخمسة الذين تركهم والدهم قبل ثلاثة أعوام يعيشون حالة من الأيتام والحرمان، أم خالد كتب الله لها أن تعيش أرملة يداعبها الحزن وبين الحين والاخره عندما تتذكر زوجها ،ولكن هذا أمر الله وعلى الرغم من ذلك لاتزال كأي أم تحلم بأن تربي أبناءها على أحسن وجه تراه مناسباً لها، حيث تقول:» ماذا عساني أن أفعل وأين أذهب ولمن أشتكي بعد الله عزوجل ؟؟ لم أهنأ بحياتي مع زوجي وهذا أمر الله فله الشكر على ما يريد ويقضي.. لم أزل أتذكر تلك المكالمة التي قصمت ظهري فأصبحت في حالة إغماء لساعات غير مصدِّقة بأن زوجي الذي كان معنا في البيت قبل ساعات قد أصبح في ثلاجة الأموات منتظرة استلام جثته من ذويه . لحظات لم تمر على حياتي أسوأ منها .. فهذه حاجته الخاصة لاتزال تذكِّرنا به. وتواصل أم خالد حديثها ودموع الحزن تعتصر فؤادها قائلة تحمّلت وقع المصيبة وقلبي قد فتّه الحزن وعينيّ قد أنهكها الدمع لكي لا يرى أطفالي ضعفي فيتعقّدون من واقعنا المحزن وخصوصاً أنهم مازالوا صغارا ومنهم طلاب في المدرسة، مشيرة إلى أن المرأة مهما فعلت فلن تبقى مثل الرجل وخصوصاً أنني أم لخمسة أيتام أكبرهم بنت في الصف الأول متوسط. وعن تفاصيل معاناتها تقول:» أعيش على بعض نفقات المحسنين علماً بأنني أسكن في شقه مستأجرة وعاجزة عن سداد الإيجار وزوجي قبل أن يتوفى لم يكن يعمل في وظيفة حكومية ،مضيفة إنها تحمّلت معاناة إيصال أبنائها إلى المدرسة في كل يوم، حيث أنتظر أمام بوابة المدرسه قبل خروج الطلبة، كما أنني أذهب على قدمي لتأمين مستلزمات المدرسة إضافة إلى مستلزمات المنزل من أكل وشرب ومنظفات وغيرها ،وهذا أمر لا تطيقه المرأة وهي بمفردها ،فكيف بمن تحمل إلى جانب الحزن خمسة من الأيتام الذين لم يعرفوا بعد معنى وفاة والدهم؟!! مرّت ليالي عديدة وفي أوقات متأخرة من الليل ننتظر فيها سيارة أجرة تنقلني إلى المستشفى لعلاج ابني الذي يعاني من نوبات الصرع ! وكم من ليالي سهرتُ فيها على الجوع الذي هدّني وهدّد أطفالي لأن ما يأتينا من الضمان لا يكفي لسداد قيمة الإيجار ،فيكف أوفِّر قيمة الفواتير والإعاشة ؟! وتضيف قائلة: لقد مرت علينا ليالي عديدة وفي أوقات متأخرة من الليل ،وأنا أنتظر فيها سيارة أجرة تنقلني إلى المستشفى لعلاج ابني الذي يعاني من نوبات الصرع ! وكم من ليالي سهرت فيها على الجوع الذي هدّني وهدّ أطفالي! حيث إن ما يأتينا من الضمان لا يكفي لسداد قيمة الإيجار الذي يبلغ عشرين ألف ريال فمن أين أوفر قيمة الفواتير والإعاشة والملابس ! وعن حلمها الذي تتمناه في حياتها ،قالت : أتمنى أن أحصل على شقة صغيرة أعيش فيها مع أطفالي بعيداً عن التهديدات بالطرد ،فإذا تأمّن السكن فما سواه يهون.. وقد ناشدت أم خالد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة أن يعطفوا على أيتامها وأن يؤمّنوا لهم شقة تعيش فيها بقية حياتها ،حيث إنها رفضت فكرة الزواج من اجل تربية أبنائها وخوفها عليهم من الضياع.